وسط نفي أمريكي، قال مسؤولان بارزان في حركة طالبان، الجمعة 27 أغسطس/آب 2021، إن قوات الحركة اتخذت مواقعها بمطار كابول، ومستعدة لتسلُّم السيطرة الكاملة عليه في وقت قريب قد يكون خلال اليومين المقبلين، بمجرد رحيل القوات الأمريكية.
حيث ذكر أحد القياديين البارزين بالحركة، والذي لم يجرِ الإفصاح عن هويته، أن قوات طالبان سيطرت على أغلب المطار "عدا جزء صغير لايزال به أمريكيون".
من جهته، قال المسؤول الثاني إن القوات مستعدة لتولي السيطرة الكاملة، مشيراً إلى أن "الأمر لا يتخطى مسألة وقت"، وفق قوله.
فيما أضاف المسؤول الثاني: "بمجرد رحيل الأمريكيين، عليهم فقط أن يعطونا الإشارة وسنتسلم زمام الأمور… قد يتم ذلك بسرعة في وقت قريب، قد يكون مطلع الأسبوع".
بينما لم يتسنَّ التوصل بعد للمتحدث الرسمي باسم طالبان؛ للحصول على تعليق.
في المقابل، نفى الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، جون كيربي، مساء الجمعة، سيطرة حركة طالبان على مطار كابول، قائلاً: "الحركة ليست مسؤولة عن أي جزء من الجانب العسكري من مطار كابول أو بواباته، التي لاتزال تحت سيطرة الجيش الأمريكي".
بدورها، أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن أمر مطار كابول ليس من شأن الولايات المتحدة بعد 31 أغسطس/آب الجاري، أي عقب انتهاء الموعد الرسمي للانسحاب الأمريكي من هناك.
مسؤولية تأمين مطار كابول
في السياق، حمّلت الأمم المتحدة، الجمعة، حركة "طالبان" مسؤولية ضمان تأمين مطار كابول اعتباراً من مطلع سبتمبر/أيلول المقبل.
جاء ذلك وفق ستيفان دوغاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي، عقده بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك، رداً على أسئلة الصحفيين بشأن استخدام مطار كابول من قبل منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة في مرحلة ما بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
إذ قال دوغاريك: "سيكون على عاتق السلطات المسؤولة- أي حركة طالبان- ضمان وجود نظام في المكان وضمان تأمين المكان لكي يعمل المطار بشكل طبيعي"، متابعاً: "بينما يتم إجلاء عشرات الآلاف من الأفغان الضعفاء بواسطة العمليات الجوية في مطار كابول، سيظل هناك ملايين المستضعفين وراءهم، ولدينا مسؤولية جماعية لمواصلة مساعدتهم".
كما أشار إلى أن "لدى منظمة الصحة العالمية موظفين في جميع المقاطعات الـ34 بأفغانستان، وهم يراقبون الوضع الصحي"، مؤكداً أن "النبأ السار هو أنه من بين نحو 2200 مرفق صحي يراقبونها لايزال 97% منها مفتوحاً ويعمل بشكل طبيعي".
في حين استدرك قائلاً: "أما الأخبار الأكثر واقعية فهي أن الإمدادات الطبية تنفد بسرعة، ولم تعد منظمة الصحة العالمية في وضع يمكّنها من تقديم يد العون حالياً".
المتحدث ذاته لفت إلى أن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ناشدت زيادة المساعدات الإنسانية مع استمرار تضرر أفغانستان بشدة من الجفاف المتفاقم، الذي قالت إنه يهدد سبل عيش أكثر من 7 ملايين رجل وامرأة وطفل يعتمدون على الزراعة أو الماشية.
كذلك نقل عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) قولها إنها "قدمت الشهر الجاري مساعدات لكسب العيش ومساعدات نقدية عبر 26 مقاطعة من أصل 34 مقاطعة"، موضحاً أن المساعدات "شملت ما يقرب من مليون شخص في الأسبوعين الماضيين فقط، إلا أن هناك عجزاً في التمويل قدره 18 مليون دولار لدعم خطة الفاو للاستجابة للجفاف في أفغانستان".
عروض طالبان لتركيا
في وقت سابق من يوم الجمعة، كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تقديم حركة طالبان عرضاً لبلاده من أجل تشغيل مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة الأفغانية كابول.
أردوغان أكد، في مؤتمر صحفي بإسطنبول، أن تركيا لن تطلب إذناً من أحد حيال الاتصالات المحتملة مع حركة طالبان، مضيفاً: "لدى طالبان عروض لنا بخصوص تشغيل مطار كابول، ولم نتخذ قراراً بعد بهذا الصدد".
كانت حركة طالبان قد طلبت من تركيا مساعدة فنية في إدارة المطار بعد انقضاء مهلة محددة لخروج جميع القوات الأجنبية في موعدٍ غايته 31 أغسطس/آب الجاري، وهي مهلة يقولون إنها تنطبق أيضاً على القوات التركية.
فيما تولت تركيا، المشارِكة في مهمة حلف الأطلسي، مسؤولية أمن المطار على مدى السنوات الست الماضية.
يشار إلى أن بقاء المطار مفتوحاً بعد انسحاب القوات الأجنبية يمثل أهمية قصوى ليس فقط من أجل استمرار الاتصال بين أفغانستان والعالم الخارجي، ولكن أيضاً للحفاظ على تدفق الإمدادات ودوام عمليات المساعدة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتسابق فيه الدول لإجلاء المدنيين قبل أيام من انقضاء المهلة الرسمية للانسحاب من أفغانستان.
جدير بالذكر أن مهاجماً انتحارياً واحداً على الأقل من تنظيم "داعش" قتل أكثر من 170 شخصاً وأصاب 200 آخرين، أمام بوابات مطار كابول يوم الخميس 26 أغسطس/آب.