أعلن جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، السبت 28 أغسطس/آب 2021، أن القوات الأمريكية بدأت انسحابها الفعلي من مطار حامد كرزاي الدولي (كابول)، وأنها ستكمل مهمة الانسحاب بحلول 31 أغسطس/آب الجاري، وذلك دون أن يذكر عدد المغادرين.
حيث أكد كيربي، في مؤتمر صحفي، أن الجيش الأمريكي بدأ التراجع من مطار كابول، لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة "لاتزال مسؤولة عن المطار وتأمينه". كما أشار إلى أن "حركة طالبان ليست في المطار، ولا حارسة للبوابات".
أنباء متضاربة
كانت الأنباء قد تضاربت، مساء الجمعة 27 أغسطس/آب، بشأن تمكُّن حركة طالبان من دخول مطار كابول، والسيطرة على أجزاء منه، خاصةً أن وسائل إعلام أفغانية ذكرت، نقلاً عن متحدث باسم الحركة، أن "طالبان باتت تسيطر على أجزاء من مطار كابول".
لكن لم تمضِ عدة دقائق على هذه التقارير الصحفية، حتى أكد المتحدث باسم البنتاغون أن هذه الأنباء "غير صحيحة".
فيما أكد كيربي أن "جثامين 13 جندياً قُتلوا في الهجوم قرب مطار كابول، في طريقها إلى الولايات المتحدة"، مبيناً أنه سيتم إعلان أسمائهم قريباً.
كذلك أعلن المتحدث باسم "البنتاغون" مقتل "هدفين مُهمين" في تنظيم "داعش" على صلة بالهجوم الأخير على مطار كابول، فضلاً عن إصابة ثالث، في ضربة نفذتها الولايات المتحدة بطائرة مسيَّرة، بإقليم ننكرهار شرق أفغانستان.
كيربي أوضح أن "أهمية الهدفين (دون ذكر اسميهما) تكمن في أنهما من مُخططي ومُيسِّري عمليات التنظيم في أفغانستان".
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أرسل آلاف الجنود إلى المطار عندما اجتاحت حركة طالبان أفغانستان في وقت سابق من هذا الشهر؛ للمساعدة في إجلاء المواطنين الأمريكيين والأفغان المعرَّضين للخطر وغيرهم من الأجانب الذين يحاولون الفرار.
أول ضربة أمريكية
في وقت سابق من السبت، أعلن الجيش الأمريكي تنفيذ عملية عسكريةٍ شرق أفغانستان استهدفت مسؤول ملف التخطيط في تنظيم "داعش".
من جهته، بيّن بيل أوربان، المتحدث باسم القوات المركزية الأمريكية، في بيان، أن "العملية العسكرية تمَّت بطائرة مسيَّرة استهدفت عضو تنظيم داعش بولاية ننكرهار، وأسفرت عن مقتله وفقاً للمؤشرات الأولية"، متابعاً: "نعلم أنه لم تسقط أي ضحايا في صفوف المدنيين".
تعدُّ العملية العسكرية الأمريكية هي الأولى منذ منتصف أغسطس/آب الجاري، تاريخ وصول حركة طالبان إلى الحكم وسيطرتها على العاصمة كابل.
جاءت الضربة "الانتقامية" رداً على استهداف تنظيم "داعش خراسان" فرع أفغانستان، الخميس، مطار حامد كرزاي الدولي بكابول عن طريق هجوم انتحاري أسفر عن مقتل أكثر من 170 شخصاً- بينهم 13 جندياً أمريكياً- وإصابة 200 آخرين، بحسب تقارير غير رسمية صدرت عصر الجمعة.
عقب الهجوم، تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن تلاحق واشنطن الجناة، وقال إنه طلب من وزارة الدفاع إعداد خطط لضرب من يقفون وراء تنفيذ الهجوم.
يشار إلى أن طالبان تتولى تأمين محيط مطار كابول، فيما يخضع المطار نفسه وبواباته لسيطرة القوات الأمريكية حتى موعدٍ أقصاه 31 أغسطس/آب الجاري.
خلال الأسابيع الأخيرة تمكنت "طالبان" من بسط سيطرتها على معظم أنحاء أفغانستان، وفي 15 أغسطس/آب الجاري، دخل مسلحو الحركة العاصمة كابول، وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني، البلاد ووصل إلى الإمارات.