نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين أن القوات الأمريكية دمّرت قاعدة "إيغل" (Eagle) آخر مواقع وكالة الاستخبارات الأمريكية خارج مطار كابول، بهدف عدم وقوع أي معدات أو معلومات في أيدي طالبان.
كما أشارت مصادر الصحيفة الأمريكية السبت 28 أغسطس/آب 2021، إلى أن القاعدة استُخدمت لتدريب قوات مكافحة الإرهاب التابعة لوكالات الاستخبارات الأفغانية، وأن التدمير كان مخططاً له وليس له علاقة بتفجيري المطار.
قاعدة الاستخبارات الأمريكية السرية
تم استخدام قاعدة "النسر" التابعة لجهاز الاستخبارات الأمريكية، التي بدأت في وقت مبكر من الحرب في مصنع سابق للطوب، طوال فترة الصراع. نمت من بؤرة صغيرة إلى مركز مترامي الأطراف تم استخدامه لتدريب قوات مكافحة الإرهاب التابعة لوكالات المخابرات الأفغانية.
كانت تلك القوات هي الوحيدة التي واصلت القتال مع انهيار الحكومة، وفقاً لمسؤولين حاليين وسابقين.
قال ميك مولروي، وهو ضابط سابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية خدم في أفغانستان: "لقد كانوا وحدة استثنائية". لقد كانت إحدى الوسائل الأساسية التي استخدمتها الحكومة الأفغانية لإبقاء طالبان في مأزق على مدار العشرين عاماً الماضية. كانوا آخر من يقاتلون، وتسببوا في خسائر فادحة ".
لم يعرف الأفغان المحليون سوى القليل عن القاعدة. كان المجمع آمناً للغاية ومصمماً ليكون اختراقه مستحيلاً، وكانت الجدران التي يبلغ ارتفاعها 10 أقدام تحيط بالموقع، وفتحت بوابة معدنية سميكة وأغلقت بسرعة للسماح للسيارات بالداخل.
بمجرد دخول قاعدة الاستخبارات الأمريكية في أفغانستان، كان لا يزال يتعين على السيارات المرور عبر ثلاث نقاط تفتيش أمنية خارجية؛ حيث سيتم تفتيش المركبات وفحص الوثائق قبل السماح لها بدخول القاعدة.
معدات عسكرية أمريكية بحوزة طالبان
استولت حركة طالبان على كميات هائلة من الأسلحة والذخيرة إضافة إلى مروحيات وطائرات مقاتلة، كانت أمريكا قد أمدَّت بها قوات الأمن الأفغانية، لكنها وقعت في حيازة الحركة بعد الانهيار المتلاحق لقوات الأمن الأفغانية.
وكالة The Associated Press الأمريكية التي أوردت الخبر أشارت إلى أن الولايات المتحدة أنفقت مليارات الدولارات على مدى عقدين من الزمن لتدريب ودعم قوات الأمن الأفغانية، لكن على ما يبدو فإن طالبان ستكون المستفيد النهائي الذي ستؤول إليه تلك الاستثمارات التي استمرت عقوداً.
فيما أقر جايك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن، الثلاثاء 17 أغسطس/آب 2021، بأن "كمية لا بأس بها" من المعدات العسكرية الأمريكية باتت في أيدي حركة طالبان.
عندما سُئل الميجور جنرال هانك تايلور، أحد المتخصصين باللوجستيات في وزارة الدفاع الأمريكية، يوم الإثنين 16 أغسطس/آب، عما إذا كانت الولايات المتحدة شرعت في اتخاذ أي خطوات لضمان عدم وقوع المعدات العسكرية في أيدي طالبان، قال للصحفيين: "ليس لدي إجابة عن هذا السؤال".
يأتي ذلك بعد توارد أخبار عن استيلاء طالبان على معدات عسكرية حديثة بعد اجتياحها المراكز التابعة لقوات الأمن الأفغانية في جميع أنحاء البلاد.
لم تقتصر مكاسب طالبان على ذلك، فقد ورد أنها حصلت على طائرات مقاتلة بعد سيطرتها على عواصم المقاطعات واقتحامها القواعد العسكرية.
نقلاً عن مسؤولين عسكريين حاليين وسابقين، أورد موقع The Intercept الأمريكي أن طالبان صادرت أيضاً أجهزة قياس حيوية (بيومترية) عسكرية أمريكية قد تتيح لها تحديد هوية الأفغان المتعاونين مع قوات التحالف.