اتهم مسؤول أمني إيراني كبير، الرئيس الأمريكي جو بايدن، السبت 28 أغسطس/آب 2021، بتهديد طهران بشكل غير قانوني عندما قال، في أول لقاء له مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، إنه قد يفكر في "خيارات أخرى" إذا فشلت الدبلوماسية النووية مع طهران.
حيث قال علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، على حسابه الرسمي بموقع "تويتر": "أكد كل من بينيت وبايدن، في أول لقاء بينهما، اتخاذ (خيارات أخرى) تجاه إيران. وفي حين يمثل هذا الأمر تهديداً غير قانوني لدولة أخرى، فإن من حق الجمهورية الإسلامية اختيار الرد المناسب ضمن الخيارات المتاحة".
شمخاني أضاف أن هذه التهديدات تؤسس لحقِّ إيران في الرد بالمثل.
"خيارات أخرى"
كان بايدن قد قال لرئيس الوزراء الإسرائيلي، في محادثات بالبيت الأبيض، الجمعة 27 أغسطس/آب، إنه يضع "الدبلوماسية أولاً" لمحاولة كبح البرنامج النووي الإيراني، لكن المفاوضات إذا فشلت فسيكون مستعداً للانتقال إلى خيارات أخرى، لم يحددها.
بايدن تابع: "لقد أصبحنا (أنا وبينيت) صديقين مقربَين. لديه أكثر حكومة متنوعة في تاريخ إسرائيل"، مشدّداً على أن "إيران لن تمتلك أبداً أسلحة نووية".
من جهته، شكر بينيت، الرئيسَ الأمريكي على استضافته إياه في البيت الأبيض، قائلاً إن "إسرائيل ستقف إلى جانب الولايات المتحدة على الدوام".
"نهجا بايدن وترامب"
إلى ذلك، قارن الزعيم الإيراني الأعلى آية الله خامنئي، السبت، بين نهجَي إدارتي بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، إزاء الاتفاق النووي، الذي انسحب منه الأخير في 2018، وأعاد فرض العقوبات على إيران.
إذ نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن خامنئي قوله، في أول لقاء له مع حكومة رئيسي: "الإدارة الأمريكية الحالية لا تختلف عن الإدارة السابقة، لأنها تطالب، بعبارات مختلفة بما طالب به ترامب، إيران في المجال النووي".
كان انسحاب ترامب من الاتفاق يهدف إلى الضغط على إيران للتفاوض على قيود أكثر صرامة على برنامجها النووي وبرنامجها لتطوير الصواريخ الباليستية ودعمها لجماعات مسلحة في المنطقة. ورفضت طهران مطالب واشنطن.
في حين ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، في تقريرٍ هذا الشهر، أن إيران سرَّعت تخصيب اليورانيوم إلى درجة قريبة من إنتاج الأسلحة، في خطوة تثير التوتر مع الغرب، فيما يسعى الجانبان لاستئناف المحادثات الرامية إلى إحياء اتفاق طهران النووي.
استئناف محادثات فيينا
بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني الجديد حسين أمير عبداللهيان، إن "طهران تقبل التفاوض (حول ملفها النووي) بشرط الحصول على نتائج ملموسة وعملية"، رداً على دعوات إلى استئناف المحادثات في فيينا.
جاء ذلك في اتصال هاتفي بين عبداللهيان والمفوض الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية، الجمعة.
البيان أوضح أن الطرفين بحثا تنفيذ بنود الاتفاق النووي وعودة الولايات المتحدة للاتفاق، إضافة إلى تطورات المشهدين السياسي والأمني في أفغانستان، متوقعاً أن تعلن طهران عن موعد لانطلاق المفاوضات، ومشدداً على أن إيران ستراعي مصالح شعبها قبيل الانخراط في أي محادثات.
من ناحيته، أكد بوريل ضرورة تعاون طهران مع المجتمع الدولي لمعالجة وضع اللاجئين الأفغان.
يشار إلى أن المحادثات الأمريكية-الإيرانية غير المباشرة توقفت في العاصمة النمساوية فيينا منذ انتهاء الجولة الأخيرة في 20 يونيو/حزيران الماضي، عندما كانت الحكومة الإيرانية الجديدة برئاسة الرئيس إبراهيم رئيسي، تستعد لتولي مقاليد الحكم رسمياً.
جدير بالذكر أن البرلمان الإيراني وافق مؤخراً على منح الثقة للحكومة التي اقترحها إبراهيم رئيسي، باستثناء وزير واحد، المرشح لوزارة التربية والتعليم حسين باغول، وذلك بعد مناقشات استمرت 5 أيام.
هذه الحكومة الجديدة لقيت انتقاداً من بعض النواب؛ لخلوها من النساء والأعضاء السُّنة.