أكد وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، الخميس 26 أغسطس/آب 2021، أن جميع إمدادات الغاز الطبيعي الجزائري نحو إسبانيا ومنها نحو أوروبا ستتم عبر أنبوب "ميدغاز" العابر للبحر المتوسط.
بهذا القرار، ستستغني الجزائر عن خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي، الذي يمر عبر المغرب، وذلك بعد أيام من إعلان الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط.
كان المغرب أعرب، قبل قطع العلاقات عن تأييده تمديد خط الأنابيب الذي يربط حقول الغاز الجزائرية بالقارة الأوروبية مروراً بالمملكة، الذي ينتهي الاتفاق بشأنه في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وزير الطاقة الجزائري، في لقاء مع السفير الإسباني الخميس، أكد "التزام الجزائر التام بتغطية جميع إمدادات الغاز الطبيعي نحو إسبانيا عبر (ميدغاز)ـ الذي يربط الجزائر مباشرة بإسبانيا" عبر البحر الأبيض المتوسط، حسبما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية.
في وقت سابق وصفت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، إعلان المغرب استعداده لتمديد اتفاق الغاز بين البلدين بـ"الأكاذيب المحضة".
وقالت إن المغرب يجني "فائدة كبيرة" من مرور أنبوب الغاز نحو أوروبا، علماً أنه "يضخ 800 مليون متر مكعب من الغاز لاحتياجاته الخاصة التي تضاف إلى الرسوم التي يفرضها في إطار "حقوق مرور" أنبوب الغاز.
إغلاق السفارة
من جانبه، كشف مصدر رسمي مغربي نية الرباط إغلاق سفارتها في الجزائر الجمعة 27 أغسطس/آب 2021، وذلك بعد أيام على إعلان الأخيرة من جانب واحد قطع علاقاتها مع المملكة بسبب ما قالت إنها "أعمال عدائية" نفذت ضدها.
قرار إغلاق السفارة أكده مصدر رسمي لوكالة فرانس برس، موضحاً أن الطاقم الدبلوماسي العامل بالسفارة سيعود إلى المملكة.
لكن المصدر أكد أن قنصليات المغرب في كل من الجزائر العاصمة ووهران وسيدي بلعباس ستبقى مفتوحة.
توتر في العلاقات
وأعلنت الجزائر الثلاثاء قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط، بعد شهور من التوتر، في قرار عزته إلى "قيام المغرب بأعمال عدائية ودنيئة ضد الجزائر".
وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أعلن في مؤتمر صحافي أن بلاده قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، متهماً الأخير بأنه "لم يتوقف يوماً عن القيام بأعمال غير ودية وأعمال عدائية ضد الجزائر".
بعد ساعات على ذلك، أعرب المغرب في بيان صادر عن وزارة الخارجية عن "أسفه لهذا القرار غير المبرّر تماماً"، مؤكداً أنه "يرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة، بل العبثية التي انبنى عليها".
تشهد علاقات الجارين توتراً منذ عقود بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، بينما يعتبرها المغرب جزءاً لا يتجزأ من أرضه ويقترح منحها حكماً ذاتياً تحت سيادته.
كان المغرب أكد أيضاً في رده على القرار الجزائري أنه سيظل "شريكاً موثوقاً ومخلصاً للشعب الجزائري وسيواصل العمل، بكل حكمة ومسؤولية، من أجل تطوير علاقات مغاربية سليمة وبنّاءة".
كذلك، سبق للملك محمد السادس أن دعا الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون في خطاب نهاية يوليو/تموز إلى "تغليب منطق الحكمة" و"العمل سوياً، في أقرب وقت يراه مناسباً، على تطوير العلاقات الأخوية التي بناها شعبانا عبر سنوات من الكفاح المشترك"، مجدداً أيضاً الدعوة إلى فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ عام 1994.