“بلاك ووتر” تستغل أزمة الإجلاء من مطار كابول.. تعرض تذاكر للفرار من أفغانستان بـ6500 دولار للواحدة

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/26 الساعة 09:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/26 الساعة 10:05 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية من مطار كابول قبل حصول قطر وتركيا على حق إدارته/رويترز

كشفت صحيفة The Wall Street Journal، الأربعاء 25 أغسطس/آب 2021، أنَّ الملياردير إيريك برنس، مؤسس شركة "بلاك ووتر" للمقاولات العسكرية، يعرض تذاكر إجلاء من مطار كابول على طائرة تجارية بقيمة 6500 دولار للشخص الواحد. 

وينتظر مئات المواطنين الأمريكيين وعشرات الآلاف من الأفغان المؤهلين للحصول على تأشيرات خاصة دورهم في عملية الإجلاء التي شهدت حوادث كثيرة في ظل الاحتشاد الكبير، والحديث عن تهديدات أمنية بهجوم وشيك قد تنفذه جماعات متطرفة. 

الملياردير والمقاول العسكري الأمريكي الذي تربّحت شركته المشهورة المليارات من حروب الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، وجد فرصة لنيل أرباح من الانسحاب الأمريكي أيضاً. 

بحسب التقارير، فقد عرض برنس مخرجاً لقلة مميزة من هؤلاء الأشخاص، مقابل ثمن باهظ، فقد أعلن الممول عن رحلاته بمبلغ 6500 دولار لكل شخص، بالإضافة إلى تكاليف أخرى إذا احتاج الراكب إلى المساعدة في الهروب من منزله والوصول إلى المطار بأمان.

من جانبه، أدان صحفيون ومراقبون آخرون هذه الخطوة، إذ علّقت ماريا أبي حبيب، محررة صحيفة The New York Times، بتغريدة على تويتر تقول: "بعد جني ملايين الدولارات من حرب أفغانستان، عاد إيريك برنس إلى ذلك مستغلًا يأس الناس".

وكتبت الناشطة آمي سيسكيند: "يرى إيريك برنس رفاقه الأمريكيين وحلفاءه في أزمة، ويستغلها الملياردير لتحصيل 6500 دولار للفرد مقابل مقعد بالطائرة. يا له من رجل!". 

تهديدات أمنية 

ويسعى عشرات الآلاف من الأفغان والأمريكيين والمواطنين الأجانب حالياً للرحيل عن أفغانستان مع عودة نظام طالبان إلى السلطة. وتعهد الرئيس بايدن بالالتزام بالموعد النهائي في 31 أغسطس/آب لإخلاء جميع القوات الأمريكية تقريباً. 

فيما قال وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي، الخميس، إن هناك معلومات مخابراتية "ذات مصداقية كبيرة" تفيد بأن مسلحين يخططون لشن هجوم وشيك على المحتشدين بمطار كابول، في وقت أوصت فيه السفارة الأمريكية بالعاصمة الأفغانية مواطنيها بعدم الذهاب إلى المطار، كما دعت المتواجدين به للابتعاد عنه والمغادرة فوراً بسبب تهديد وصفته بـ"الإرهابي".

هيبي قال لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): "توجد حالياً تقارير ذات مصداقية كبيرة عن هجوم وشيك"، وأضاف: "لا يسعني إلا أن أقول إن التهديد خطير، وسنبذل قصارى جهدنا لحماية الموجودين به، هناك فرصة كبيرة لتغيير النصيحة مع ورود المزيد من التقارير… لكن لا يوجد ضمان لذلك"، وتابع الوزير قائلاً إن فرص إجلاء الناس أصبحت تتضاءل.

وتابعت الخارجية في نصيحتها: "إذا كنتم في منطقة المطار، فغادروها إلى مكان آمن وانتظروا المزيد من التعليمات"، أما "إذا كنتم قادرين على مغادرة أفغانستان بأمان بطرق أخرى، فافعلوا ذلك على الفور".

وعلى غرار بريطانيا، نصحت أستراليا أولئك الذين يحاولون مغادرة أفغانستان بعدم التوجّه إلى المطار، وطلبت من أولئك الموجودين خارجه حالياً "الذهاب إلى مكان آمن وانتظار مزيد من المعلومات".

بدورها قالت وزارة الخارجية الأمريكية في تحذير مماثل لكنّه اتّسم بدقّة مكانية أكثر إنّ "الأشخاص الموجودين حالياً عند مداخل المطار التالية: المدخل آبي والمدخل الشرقي والمدخل الشمالي، يجب أن يغادروا على الفور" بسبب "تهديدات أمنية" لم تحدّدها.

وتعتقد السلطات الأمريكية أن تنظيم "داعش خراسان" بمثابة عدو لدود لحركة "طالبان" يرغب في إثارة الفوضى بمطار حامد كرزاي، بالعاصمة كابول، وذكر المسؤول الأمريكي أن الولايات المتحدة حصلت على معلومات استخباراتية متواترة تفيد بقدرة التنظيم على تنفيذ هجمات متعددة وأنه يخطط لتنفيذها.

وكان مصدر إقليمي لمكافحة الإرهاب قد كشف أن نحو عدة مئات من أعضاء تنظيم داعش ربما يكونون قد هربوا من السجون في باغرام وبول شارخي، شرقي كابول، بعد أن سيطرت طالبان على كلا السجنين قبل وقت قصير من استيلائها على العاصمة.

وكان الاتحاد الأوروبي دعا، الثلاثاء، الولايات المتحدة إلى الاستمرار في تأمين مطار كابول "ما دام ذلك ضرورياً"، مطالباً بذلك ببقاء القوات الأمريكية لما بعد المهلة المحدّدة لانسحابها والتي تنتهي في 31 أغسطس/آب.

وعلل الاتحاد الأوروبي طلبه بوجوب "استكمال" عمليات إجلاء أفغان تعاونوا مع قوى غربية وعائلاتهم ويعتبرون الآن في خطر بعد استيلاء حركة طالبان على السلطة في كابول.

سيطرة طالبان على أفغانستان

وخلال الأسابيع الأخيرة تمكنت طالبان من بسط سيطرتها على معظم أنحاء البلاد، وفي 15 أغسطس دخل مسلحو الحركة العاصمة كابول وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني البلاد ووصل الإمارات.

وجاءت هذه السيطرة رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، طوال 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.

وتزامنت سيطرة "طالبان" مع تنفيذ اتفاق رعته قطر لانسحاب عسكري أمريكي من أفغانستان، من المقرر أن يكتمل بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.

تحميل المزيد