قال وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي، الخميس 26 أغسطس/آب 2021، إن هناك معلومات مخابرات "ذات مصداقية كبيرة" تفيد بأن مسلحين يخططون لشن هجوم وشيك على المحتشدين بمطار كابول، في وقت أوصت فيه السفارة الأمريكية بالعاصمة الأفغانية مواطنيها بعدم الذهاب إلى المطار، كما دعت المتواجدين به للابتعاد عنه والمغادرة فوراً بسبب تهديد وصفته بـ"الإرهابي".
هيبي قال لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): "توجد حالياً تقارير ذات مصداقية كبيرة عن هجوم وشيك، ولهذا السبب تم تغيير نصيحة وزارة الخارجية ليل الأربعاء، بأنه ينبغي على الناس عدم القدوم إلى مطار كابول، وبأن عليهم الانتقال إلى مكان آمن وانتظار المزيد من التعليمات"، وأضاف: "لا يسعني إلا أن أقول إن التهديد خطير، وسنبذل قصارى جهدنا لحماية الموجودين به، هناك فرصة كبيرة لتغيير النصيحة مع ورود المزيد من التقارير… لكن لا يوجد ضمان لذلك"، وتابع الوزير قائلاً إن فرص إجلاء الناس أصبحت تتضاءل.
وزارة الخارجية البريطانية بدورها كتبت في وقت متأخر من ليل الأربعاء على موقعها الإلكتروني، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية: "لا تذهبوا إلى مطار حامد كرزاي الدولي في كابول"، وأضافت: "هناك خطر مرتفع ومستمرّ بوقوع هجوم إرهابي"، في وقت لا يزال فيه آلاف الأفغان محتشدين عند بوابات المطار على أمل إجلائهم.
وتابعت الخارجية في نصيحتها: "إذا كنتم في منطقة المطار، فغادروها إلى مكان آمن وانتظروا المزيد من التعليمات"، أما "إذا كنتم قادرين على مغادرة أفغانستان بأمان بطرق أخرى، فافعلوا ذلك على الفور".
وعلى غرار بريطانيا، نصحت أستراليا أولئك الذين يحاولون مغادرة أفغانستان بعدم التوجّه إلى المطار، وطلبت من أولئك الموجودين خارجه حالياً "الذهاب إلى مكان آمن وانتظار مزيد من المعلومات".
مخططات لإثارة الفوضى بمطار كابول
بدورها قالت وزارة الخارجية الأمريكية في تحذير مماثل لكنّه اتّسم بدقّة مكانية أكثر إنّ "الأشخاص الموجودين حالياً عند مداخل المطار التالية: المدخل آبي والمدخل الشرقي والمدخل الشمالي، يجب أن يغادروا على الفور" بسبب "تهديدات أمنية" لم تحدّدها.
وتعتقد السلطات الأمريكية أن تنظيم "داعش خراسان" بمثابة عدو لدود لحركة "طالبان" يرغب في إثارة الفوضى بمطار حامد كرزاي، بالعاصمة كابول، وذكر المسؤول الأمريكي أن الولايات المتحدة حصلت على معلومات استخباراتية متواترة تفيد بقدرة التنظيم على تنفيذ هجمات متعددة وأنه يخطط لتنفيذها.
وكان مصدر إقليمي لمكافحة الإرهاب قد كشف أن نحو عدة مئات من أعضاء تنظيم داعش ربما يكونون قد هربوا من السجون في باجرام وبول شارخي، شرقي كابول، بعد أن سيطرت طالبان على كلا السجنين قبل وقت قصير من استيلائها على العاصمة.
وكان الاتحاد الأوروبي دعا، الثلاثاء، الولايات المتحدة إلى الاستمرار في تأمين مطار كابول "ما دام ذلك ضرورياً"، مطالباً بذلك ببقاء القوات الأمريكية لما بعد المهلة المحدّدة لانسحابها والتي تنتهي في 31 أغسطس/آب.
وعلل الاتحاد الأوروبي طلبه بوجوب "استكمال" عمليات إجلاء أفغان تعاونوا مع قوى غربية وعائلاتهم ويعتبرون الآن في خطر بعد استيلاء حركة طالبان على السلطة في كابول.
سيطرة طالبان على أفغانستان
وخلال الأسابيع الأخيرة تمكنت طالبان من بسط سيطرتها على معظم أنحاء البلاد، وفي 15 أغسطس دخل مسلحو الحركة العاصمة كابول وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني البلاد ووصل الإمارات.
وجاءت هذه السيطرة رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، طوال 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
وتزامنت سيطرة "طالبان" مع تنفيذ اتفاق رعته قطر لانسحاب عسكري أمريكي من أفغانستان، من المقرر أن يكتمل بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.
من جهتها، حذّرت وزارة الخارجية الأسترالية من أنّ "هناك تهديداً مرتفعاً للغاية بوقوع هجوم إرهابي".