أجرى المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني، الخميس 26 أغسطس/آب 2021، أول مقابلة صحفية له من سجنه، الذي قارنه بمعسكر عمل صيني، إذ كشف أنه أُجبر على مشاهدة التلفزيون الحكومي الروسي لمدة ثماني ساعات يومياً، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
المعارض الروسي قال لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنّ أيام الأعمال الشاقة في المعسكرات السوفييتية قد ولّت، وتم استبدالها بما وصفه بـ"العنف النفسي"، عبر غسل الأدمغة والدعاية.
ونقلت الصحيفة عنه قوله عن السجن "قد تتخيّل رجالاً بعضلات مفتولة وأوشام وأسنان حديدية يتحاربون بالخناجر لأخذ أفضل سرير بجوار النافذة"، وأضاف "لكن عليك أن تتخيّل شيئاً مثل معسكر عمل صيني، حيث يسير الجميع في طابور، وكاميرات المراقبة معلّقة في كل مكان، هناك السيطرة المستمرّة وثقافة الوشاية".
كما أكّد نافالني أنّ الحرّاس يقومون بمراقبتهم وهم يشاهدون ساعات من الدعاية الحكومية، ولا يسمحون لهم بالقراءة أو حتى الكتابة، رغم ذلك أعرب نافالني عن تفاؤله بشأن مصير نظام فلاديمير بوتين، مشدّداً على أنّه سينتهي يوماً ما.
وقال "عاجلاً أم آجلاً هذه الغلطة سيتم تصحيحها، وروسيا ستتقدّم إلى الأمام إلى مسار ديمقراطي وأوروبي من التنمية، لأنّه ببساطة هذا ما يريده الناس".
كما كرّر انتقاده للولايات المتحدة والحكومات الأوروبية، لفرضها عقوبات على روسيا، كون هذه العقوبات تضرّ بالشعب الروسي وليس بمن هم في السلطة.
وأشار إلى أنّه لم يتعرض للاعتداء من قبل أيّ من السجناء، بل كان "يستمتع" بإعداد الوجبات الخفيفة معهم.
ونافالني الذي بنى حياته السياسية بالعمل على مكافحة الفساد وكشفه في روسيا يقضي عقوبة في سجن شديد الحراسة في بوكروف، على بُعد 100 كيلومتر شرق موسكو.
ومنذ سجنه في مارس/آذار، لم يلتزم نافالني الصمت، إذ بعث برسالة من السجن، واستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر أخباره، لكنّ المقابلة مع نيويورك تايمز هي الأولى له منذ سجنه.
وهذا الشهر وُجّهت تهم جديدة إلى نافالني قد تُطيل مدة سجنه ثلاث سنوات في حالة إدانته، ولن يكون بالإمكان إطلاق سراحه إلا بعد عام 2024، الذي من المقرّر أن تجري فيه انتخابات رئاسية في روسيا.