وقَّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء 24 أغسطس/آب 2021، على منحةٍ قدرها 10 آلاف روبل (140 دولار) للمتقاعدين، و15 ألف روبل (210 دولارات) للأفراد العسكريين، تُصرَف بعد الانتخابات، في محاولة منه لإسكات مواطنيه الذين يعيشون أوضاعاً صعبة والحصول على دعمهم قبل الانتخابات، وفقاً لما نشرته صحيفة The Times البريطانية.
وكشف استطلاعٌ للرأي أُجرِيَ قبل الانتخابات البرلمانية في روسيا، التي تُعقَد الشهر المقبل سبتمبر/أيلول، أن أربعة من عشرة روس يعيشون حالةً سيئةً للغاية إلى درجة أنهم يكافحون من أجل إطعام أنفسهم وأسرهم.
وصدر الاستطلاع، الذي أجراه مركز ليفادا المستقل، عندما أمر الرئيس بوتين بتقديم مدفوعاتٍ لمرةٍ واحدة للمتقاعدين وأفراد القوات المسلَّحة، في محاولةٍ لتعزيز الدعم لحزبه الحاكم "روسيا المُوحَّدة"، قبل التصويت المُزمَع في 19 سبتمبر/أيلول.
وأفاد الاستطلاع بأن نصف سكَّان البلاد تقريباً غير قادرين على شراء الملابس أو الأحذية الجديدة، نقلاً عن صحيفة The Times البريطانية.
وأفاد مركز Vtsiom لاستطلاعات الرأي، الذي تديره الدولة، الأسبوع الماضي، بأن معدَّلات تأييد حزب روسيا المُوحَّدة تراجعت إلى ما يمكن أن يكون مستوى قياسياً منخفضاً بلغ 30%، بعد مزاعم الفساد وتفشي الفقر، وقال مركز ليفادا المستقل إن 15% فقط من الناخبين في موسكو، أغنى مدينة في البلاد، يؤيِّدون الحزب.
ويبلغ متوسط المعاشات الشهرية في روسيا أقل من 16 ألف روبل (224 دولاراً)، فيما يعتمد الكثير من المتقاعدين على الأسرة للحصول على العون المالي.
وقال بوتين إن الإنفاق الاجتماعي المُخطَّط لم يعد كافياً لتغطية التضخُّم السنوي، الذي بلغ أعلى مستوياته في خمس سنوات ويقف عند 6.5%. وقدَّم الأفراد العسكريون أحد أدنى مستويات الدعم لبوتين في الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي تسمح له بالبقاء في السلطة حتى عام 2036، وسيكون حينها قد بلغ 83 عاماً.
فيما قال ليونيد فولكوف، كبير مساعدي أليكسي نافالني، زعيم المعارضة المسجون: "هذه رشوة صريحة للناخبين، لا أكثر"، ورغم أن مدينتَي موسكو وسان بطرسبورغ من المدن الغنية نسبياً، يتفشَّى الفقر في العديد من المناطق الروسية. في منطقة توفا، الواقعة جنوب سيبيريا، يعيش واحدٌ من كلِّ ثلاثة أشخاص على أقل من 12 ألف روبل (168 دولاراً) في الشهر.
في المقابل، بلغ إجمالي ثروة قرابة 500 من أغنى مواطني روسيا حوالي 640 مليار دولار، أي أكثر من الثروة المُجمَّعة لـ99.8% من السكَّان البالغين، وفقاً لتقريرٍ نشرته مجموعة بوسطن الاستشارية في يونيو/حزيران الماضي.
ويُعَدُّ الاهتمام بالانتخابات ضعيفاً، إذ قال واحدٌ فقط من كلِّ ثلاثة روس إنه يعتزم التصويت، بحسب مركز Vtsiom للاستطلاعات. وتعرض السلطات على الناخبين شققاً وسياراتٍ وأموالاً، كجوائز في اليانصيب يوم الانتخابات لتعزيز الإقبال على التصويت.
ويسيطر حزب روسيا المُوحَّدة على 75% من مقاعد البرلمان، ويشغل الباقي الحزب الشيوعي، والحزب الليبرالي الديمقراطي، وحزب روسيا العادلة. ويقول معارضون إن الأحزاب الثلاثة تخضع لسيطرة الكرملين، الذي يسمح لها بدخول البرلمان لتصدير وَهْم بديمقراطية فاعلة.
ويأتي الحزب الشيوعي في المرتبة التالية، إذ حصل على نسبة تأييدٍ تبلغ 12%، فيما مُنِعَ حلفاء نافالني من الترشُّح بعد أن حظرتهم محكمةٌ باعتبارهم "متطرِّفين" في يونيو/حزيران الماضي. وقد أُجبِرَ عددٌ من أنصار زعيم المعارضة على الفرار من البلاد أو وُضِعوا قيد الإقامة الجبرية.