قال شهود ومصادر من مسلحي المعارضة والجيش إنه تم إجلاء 50 من مسلحي المعارضة وأُسرهم، الخميس 26 أغسطس/آب 2021، من آخر معقل للمعارضة في جنوب سوريا، بموجب اتفاق تم برعاية روسية؛ لتفادي حدوث مواجهة عسكرية في منطقة الحدود الاستراتيجية مع الأردن وإسرائيل.
حيث دخلت وحدة من الشرطة العسكرية الروسية، الجيب يوم الثلاثاء، لفرض خطة تسمح للجيش بالسيطرة عليه، مع توفير ممر آمن لمغادرة مسلحي المعارضة السابقين، الذين يعارضون الاتفاق، إلى مناطق المعارضة في شمال غربي سوريا.
تحرك روسي
في المقابل فقد أوقف التحرك الروسي محاولة اقتحام الجيب من جانب وحدات عسكرية موالية لإيران بقيادة الفرقة الرابعة من قوات النخبة والتي تسيطر على المنطقة، وشددت في الأيام الأخيرة حصاراً دامَ شهرين وكثفت القصف استعداداً للهجوم.
في حين استعادت قوات نظام بشار الأسد، بمساعدة سلاح الجو الروسي والميليشيات الإيرانية، في 2018، السيطرة على المحافظة التي عاصمتها درعا والمتاخمة للأردن وهضبة الجولان.
فيما أجبر الاتفاق ألوفاً من مسلحي المعارضة المدعومين من الغرب، على تسليم الأسلحة الثقيلة، لكنه منع الجيش من دخول المعقل، المعروف باسم درعا البلد.
كانت موسكو قد أعطت ضمانات لإسرائيل وواشنطن في 2018 بأنها ستمنع الميليشيات المدعومة من إيران، من توسيع نفوذها في المنطقة الاستراتيجية.
إدانة أمريكية
من ناحية أخرى فقد أدان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أوائل أغسطس/آب 2021، ما وصفه بهجوم "نظام الأسد الوحشي" على درعا، ودعا إلى إنهاء فوري للعنف "الذي تسبب في مقتل مدنيين وتشريد الألوف".
في حين عاش ما يربو على 50 ألف مدني، إلى جانب عدة ألوف من مقاتلي المعارضة السابقين، في المعقل الذي شهد أول احتجاجات سلمية ضد حكم عائلة الأسد، والتي قوبلت بالقوة قبل أن تنتشر في أنحاء سوريا.
من ناحية أخرى فقد قال سكان ومسؤولون محليون إن المنطقة أصبحت حالياً مدينة أشباح بعد أسابيع من القتال المتقطع، والقصف الذي منع الجيش خلاله دخول المواد الغذائية والطبية وإمدادات الوقود، لكنه فتح ممراً للمدنيين لمغادرتها.
حيث شهد الجيب وبلدات أخرى في جنوب سوريا، منذ أن استعادت الدولة محافظة درعا، احتجاجات متفرقة ضد حكم بشار الأسد. ومثل هذه الاحتجاجات أمر نادر الحدوث في المناطق التي تخضع لسيطرة الدولة السورية.