“طالبان” تلجأ لتركيا لتشغيل مطار كابول.. طلبت دعماً فنياً بعد رحيل القوات الأجنبية، وأنقرة تنظر للطلب بحذر

ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء، نقلاً عن مسؤولين تركيين، الأربعاء 25 أغسطس/آب 2021، أن حركة طالبان طلبت من تركيا مساعدة فنية لتشغيل مطار كابول بعد رحيل القوات الأجنبية، لكنها تصر على انسحاب القوات التركية بالكامل بحلول المهلة النهائية في أواخر أغسطس/آب 2021، بينما صرح الرئيس التركي بأن بلاده تتعامل "بحذر" مع الحركة.

كانت تركيا جزءاً من بعثة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان ولا يزال لديها مئات الجنود بمطار كابول، بينما يقول المسؤولون إنهم مستعدون للانسحاب خلال وقت قصير.

مطالبها قد تُعقّد المهمة

المصادر نفسها صرحت لوكالة "رويترز" بأن الطلب المشروط من حركة طالبان الإسلامية، التي عادت إلى السلطة في أفغانستان بعد 20 عاماً من الإطاحة بها في غزو أمريكي، يترك أنقرة أمام قرار صعب بشأن قبول مهمة محفوفة بالمخاطر.

لكن حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان صرحت على مدى شهور، بأنها قد تُبقي على قوات في المطار إذا طُلب منها ذلك. وبعد سيطرة طالبان على البلاد، عرضت تركيا المساعدة الفنية والأمنية في المطار.

في هذا السياق، نقلت رويترز عمن سمَّته بـ"المسؤول التركي الكبير"، قوله إن "طالبان قدمت طلباً للدعم الفني في إدارة مطار كابول"، لكنه أضاف أن مطالبة الحركة برحيل كل الجنود الأتراك ستعقّد أي مهمة محتملة.

المتحدث ذاته، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أوضح في هذا الخصوص، أن "ضمان سلامة العمال بدون القوات المسلحة التركية عملٌ محفوف بالمخاطر".

كما أضاف أن المحادثات مع طالبان بشأن هذه المسألة جارية. وفي غضون ذلك، اكتملت الاستعدادات لسحب القوات.

"تفاؤل حذر" من أردوغان

فقد أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في تصريحات نقلتها وكالة " الأناضول" للأنباء، أن بلاده تتعامل في الوقت الحالي بـ"تفاؤل حذرٍ" مع رسائل قادة "طالبان".

كما شدد على أن "خطوات طالبان وأفعالها لا أقوالها هي التي ستحدد شكل المرحلة القادمة في أفغانستان".

قبل أن يجدد تأكيد أيضاً موقف بلاده المتمثل في مواصلة "الحوار الوثيق مع جميع الأطراف في أفغانستان بما يتماشى مع هدف استقرار البلاد".

موقف تركيا غير معروف 

إذ لم يتضح ما إذا كانت تركيا ستوافق على تقديم مساعدة فنية مع عدم إبقاء قواتها هناك لتوفير الأمن.

في الوقت الذي ذكر فيه مسؤول تركي آخر أن القرار النهائي سيُتخذ بحلول 31 أغسطس/آب، حين تنقضي المهلة النهائية لمغادرة القوات الأجنبية البلاد.

يُذكر أن استمرار تشغيل المطار بعد تسليم القوات الأجنبية السيطرة عليه، أمر حيوي ليس فقط لأفغانستان للبقاء على اتصال بالعالم ولكن أيضاً للحفاظ على الإمدادات وعمليات المساعدة.

الجيش التركي بدأ سحب قواته

إذ نقلت وكالة "الأناضول" التركية عن وزارة الدفاع القول إن الجيش التركي بدأ الجلاء عن أفغانستان.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال على مدى أشهر إن تركيا قد تُبقي على وجود لها في مطار كابول إذا طُلب منها ذلك بعد سيطرة طالبان على أفغانستان.

يذكر أنه قبل أيام، أعلنت تركيا إجلاء 104 من مواطنيها في أفغانستان ممن تقدموا بطلب العودة إلى بلادهم بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول، بينما تتواصل عمليات إجلاء الأتراك في أفغانستان.

وكانت طائرة نقل عسكرية تركية أجلت 104 مواطنين من مطار حامد كرزاي الدولي في كابول.

بهذه العملية تمكنت القوات التركية من إجلاء أكثر من 200 مواطن كانوا ينتظرون في المنطقة الآمنة بالمطار.