بايدن يسعى لـ”صفقة” مع طالبان.. مجلة أمريكية: الرئيس مستعد لتسليم تاجر مخدرات أفغاني مقابل آخر رهينة أمريكي

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/24 الساعة 20:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/24 الساعة 21:08 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي جو بايدن/ رويترز

ذكرت مجلة Newsweek الأمريكية، الثلاثاء 24 أغسطس/آب 2021، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مستعدة للإفراج عن زعيم قبلي أفغاني مؤثر يقبع في أحد السجون الأمريكية الفيدرالية منذ 16 عاماً، مقابل الإفراج عن آخر رهينة أمريكي مختطف في العام الماضي في أفغانستان، لكن واشنطن تصر على أن حركة طالبان يجب عليها أولاً أن تقدم دليلاً على أن الرهينة الأمريكي لا يزال على قيد الحياة. 

يأتي هذا في الوقت الذي يثير فيه الانسحاب الأمريكي من أفغانستان جدلاً واسعاً، بعد أن أكد الرئيس الأمريكي على إصراره الانسحاب التام من البلاد، قبل 31 من شهر أغسطس/آب الجاري.

"نورزاي" مقابل "فريركيس"

إذ إن بشير نورزاي، وهو شخصية بارزة في القبيلة البشتونية نورزاي، التي ينتمي إليها أمير حركة طالبان هبة الله أخوند زادة، أُلقي القبض عليه في نيويورك سيتي لاتهامه بتهريب المخدرات في أبريل/نيسان 2005 خلال رحلةٍ سعى فيها لدعم الدبلوماسية عندما استعر عنف الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في بلاده. واليوم، يقضي بشير عقوبة بالسجن مدى الحياة داخل سجن فيدرالي في ولاية نيوهامبشير.

على الجانب الآخر، اختُطف المقاول الأمريكي مارك فريريكس في أواخر يناير/كانون الثاني 2020 عن طريق عناصر يُعتقد أنهم مرتبطون بشبكة حقاني، وهي ميليشيا مرتبطة بطالبان تنشط على الحدود بين أفغانستان وباكستان. وكانت مجلة Newsweek أول المصادر الصحفية التي أبلغت عن اختطافه بعد أيام، وقد تواصلت مع عائلته ومع مسؤولين أمريكيين سابقين للاستفسار عن القضية، إضافة إلى إمكانية تبادل فريريكس ببشير.

في هذا السياق، قال مسؤول أمريكي تحدث مع المجلة وطلب عدم الكشف عن هويته: "نحن حريصون على استكشاف طرق استعادة فريريكس، لكن هذه الاستكشافات مبنية على تلقي دليل حديث على أنه حي. يكمن بيت القصيد في أن أي تقدم يتمثل في تلقي دليل على أنه حي".

عائلة الرهينة الأمريكي تتوسل لبايدن 

تدعم هذه الترتيبات شقيقة فريريكس، شارلين كاكورا، التي قالت إنه بصرف النظر عن سمعة بشير بأنه تاجر مخدرات مزعوم، فإن حرية فريريكس تستحق أكثر بكثير من احتجاز رجل هو بالفعل خلف القضبان منذ أكثر من 16 عاماً.

أضافت شارلين في تصريح مرسل إلى مجلة Newsweek: "أرادت طالبان نورزاي بكل وضوح على مدى سنوات، ويمكنني أن أخبرك بأن عائلتنا تريد عودة مارك، صحيحٌ أنني لا أحبذ فكرة إطلاق سراح تاجر مخدرات، لكنني أستطيع تفهُّم أن الحرب تنتهي ويستحقون عودته بنفس الطريقة التي نستحق بها عودة مارك. فإذا كان ذلك هو ما سيتطلبه الأمر، فإنني أدعمه إذاً".

كما تابعت قائلة: "الرجل جاء إلى الولايات المتحدة بمحض إرادته. ويبدو أنهم يشعرون أنه قد جاء إلى هنا للتفاوض على اتفاقية سلام، ثم أُلقي القبض عليه. أستطيع تفهُّم سبب رغبتهم في عودته".

المتحدثة ذاتها حثت إدارة بايدن على التحرك بأسرع ما يمكن، في محاولة لتأمين المواد اللازمة للدفع بعملية المفاوضات.

إذ قالت: "تحتاج الحكومة الأمريكية أن تتجاوز توقف الخطوات والعملية والاجتماعات. كانت طالبان واضحة بشأن ما أرادوه منذ الصيف الماضي، ونحن في حاجة إلى التصرف وفقاً لذلك بينما تكون النافذة مفتوحة لإعادة مارك إلى الوطن. فلماذا لا نأخذ كلمة (أجل) على أنها جواب؟".

هل ما زال حياً؟

إذ تواصل الحركة إبداء اهتمامها بإطلاق سراح السجناء في الخارج، وقد تأكد ذلك عبر أحد زعماء طالبان، وهو عبدالقهار بلخي، عضو اللجنة الثقافية لطالبان.

يقول بلخي: "ننصح الولايات المتحدة والبلاد الأخرى بالإفراج فوراً عن كل السجناء الذين اعتقلوا بدون وجه حق، وأودعوا السجون سيئة السمعة، وأُدينوا بدون الحصول على محاكمة عادلة، والذين ما زالت مصائرهم عالقة في طي النسيان. إننا نرحب بمثل هذه الخطوة بأذرع مفتوحة".

فيما أشارت مجلة Newsweek إلى أن الفوضى المشهودة حالياً في أفغانستان تزيد من الحاجة الملحة للنظر في قضية فريريكس، والحاجة إلى ضمان أنه لا يزال على قيد الحياة.

بهذا الخصوص، صرح مسؤول أمريكي سابق لمجلة Newsweek قائلاً: "أساس جميع صفقات الرهائن هو وجود الدليل على أنهم أحياء"، موضحاً أن هناك عملية راسخة للحصول على مثل هذا الدليل.

المسؤول السابق تابع أيضاً: "إنني متأكد أنك قادر على العثور على استثناء في مكان ما وبطريقة ما، لكني لا أعرف أي أشخاص أكفاء في هذا المجال يقبلون بمبادلة بدون وجود دليل مادي راسخ من نوع ما على أنه حي. ونوعية الدليل الذي تطلبه وكيف تتحقق منه، هو في حد ذاته شكل خاص من أشكال المهارة".

قبل أن يختتم تصريحه بالقول: "عندما تكون مصداقية الولايات المتحدة على المحك، فيكون من الأهم أن نفعِّل الأمر بطريقة صحيحة".

تحميل المزيد