إيران تستجيب لطالبان.. استأنفت تصدير الوقود لأفغانستان بعد أن خفضت الحركة الرسوم الجمركية 70%

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/23 الساعة 13:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/23 الساعة 13:05 بتوقيت غرينتش
مقاتلون من حركة طالبان يركبون شاحنة تويوتا ذات دفع رباعي في كابول، أغسطس 2021/ رويترز

قال اتحاد مصدّري النفط والغاز والبتروكيماويات الإيراني، الإثنين 23 أغسطس/آب 2021، إن طهران استأنفت تصدير البنزين وزيت الغاز إلى أفغانستان قبل بضعة أيام بعد أن تلقت طلباً من حركة طالبان بذلك. 

وكالة رويترز نقلت عن حامد حسيني، المتحدث باسم مجلس إدارة الاتحاد في طهران، تأكيده أن "طالبان بعثت برسائل إلى إيران تقول (‬يمكنكم مواصلة تصدير المنتجات البترولية)"، مضيفاً أن بعض التجار الإيرانيين كانوا يتوخون الحذر بسبب مخاوف أمنية. 

وأضاف أن الصادرات الإيرانية بدأت قبل أيام قليلة بعد أن خفضت طالبان الرسوم الجمركية على واردات الوقود الإيرانية بنسبة تصل إلى 70%. 

تعيين محافظ مركزي 

الإثنين كذلك، عينت طالبان قائماً بأعمال محافظ البنك المركزي للمساهمة في تخفيف حدة الاضطرابات الاقتصادية بعد أكثر من أسبوع من اجتياح الحركة العاصمة كابول.

وعينت طالبان حاجي محمد إدريس قائماً بأعمال محافظ البنك المركزي للمساعدة على إعادة النظام للاقتصاد الذي دمرته الحرب، حيث أغلقت البنوك أبوابها منذ أكثر من أسبوع وخلت المكاتب الحكومية من الموظفين.

وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، إن من المتوقع أن يعمل إدريس على تنظيم أوضاع المؤسسات ومعالجة القضايا الاقتصادية التي يعاني منها السكان.

وفي خطوات إعادة الحياة، طالبت طالبان الأحد جميع موظفي الحكومة في القطاعات المدنية في أفغانستان باستئناف عملهم، وذلك بعدما قالت إن مشاورات تمت بين قادة الحركة البارزين وكبار المسؤولين في وزارة المالية. 

في بيان باسم الحركة نشر على صفحة الوزارة، أكدت طالبان أنها ستلتزم بسداد رواتب الموظفين، بعد توليها الحكم بشكل كامل، مطمئنة الموظفين الذين لم يحضروا للعمل منذ الأسبوع الماضي.

أضاف البيان التأكيد على أن جميع الأنشطة المصرفية والمالية والجمركية ستبدأ قريباً.

فيما حثّ بيان طالبان الموظفين الفنيين على استئناف مهامهم على وجه السرعة، فقد قال إن على المسؤولين في الإدارات الأخرى بوزارة المالية انتظار قرار اللجنة الاقتصادية والمالية لطالبان، لاتخاذ مسار عمل في المستقبل. 

وصلت مجموعة من كبار قادة طالبان إلى كابول، السبت والأحد، لإجراء مشاورات حول تشكيل الحكومة، في ظل حديث عن لقاءات مع مسؤولين في الحكومة الأفغانية وقادة عسكريين.  

اجتماعات في كابول 

السبت، وصل الرجل الثاني في حركة طالبان، الملا عبدالغني برادر، إلى كابول، لإجراء محادثات مع قياديين في الحركة وسياسيين آخرين، حول تشكيل حكومة جديدة في أفغانستان.

إذ قال قيادي كبير في طالبان لوكالة "فرانس برس" إن برادر "يحضر إلى كابول للقاء قادة جهاديين وسياسيين من أجل تشكيل حكومة شاملة"، وعاد الملا برادر إلى أفغانستان بعد يومين على إحكام طالبان سيطرتها على البلد، قادماً من قطر حيث كان يقود المكتب السياسي للحركة.

كانت هذه المرة الأولى التي يعود فيها زعيم كبير في حركة طالبان علناً إلى أفغانستان، منذ أن أطاح بالحركة تحالف تقوده الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

كانت قندهار عاصمة طالبان عندما كانوا في السلطة بين عامي 1996 و2001. وفي الولاية التي تحمل الاسم نفسه نشأت الحركة مطلع التسعينيات.

الملا عبدالغني بردار مولود في ولاية أروزغان (جنوب) ونشأ في قندهار، أحد مؤسسي حركة طالبان مع الملا عمر، الذي توفي عام 2013، لكن لم يعلن عن ذلك لمدة عامين.

كما هي الحال بالنسبة إلى العديد من الأفغان طبعت حياته بالغزو السوفييتي عام 1979، الذي جعله مجاهداً، ويُعتقد أنه قاتل إلى جانب الملا عمر.

في 2001، بعد التدخل الأمريكي وسقوط نظام طالبان، قال إنه كان ضمن مجموعة صغيرة من المتمردين المستعدين للتوصل إلى اتفاق يعترفون فيه بإدارة كابول، لكن هذه المبادرة باءت بالفشل.

كان الملا عبدالغني برادر القائد العسكري لطالبان عندما اعتقل في 2010 في كراتشي بباكستان. وأطلق سراحه عام 2018 بضغط من واشنطن، ويحظى برادر باحترام مختلف فصائل طالبان التي تصغي إليه، وتم تعيينه لاحقاً رئيساً لمكتبها السياسي في قطر.

كما قاد المفاوضات مع الأمريكيين، التي أدت إلى انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، ثم محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية التي لم تأتِ بنتيجة.

سيطرة طالبان 

يذكر أنه خلال الأسابيع الأخيرة تمكنت طالبان من بسط سيطرتها على كل المنافذ الحدودية. وفي 15 أغسطس/آب الجاري، دخل مسلحو الحركة العاصمة كابول وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني البلاد، ووصل إلى الإمارات، قائلاً إنه فعل ذلك لـ"منع وقوع مذبحة".

جاءت هذه السيطرة رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، طوال نحو 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.

حيث تعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة"، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.​​​​​​​

تحميل المزيد