قالت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، الإثنين 23 أغسطس/آب 2021، إن روسيا وتركيا تقتربان من توقيع عقد جديد لتزويد أنقرة بوحدات دفاع جوي إضافية من طراز إس 400 في المستقبل القريب.
الوكالة الروسية نقلت هذه الأنباء على لسان رئيس شركة روسوبورون إكسبورت الروسية لتصدير الأسلحة.
وأدى شراء أنقرة السابق لمنظومة إس 400 من روسيا إلى توتر العلاقات مع الولايات المتحدة وأعضاء حلف شمال الأطلسي الذي تنتمي إليه تركيا.
حيث فرضت واشنطن عقوبات على أنقرة وهددت بفرض عقوبات جديدة إذا اشترت المزيد من أنظمة الأسلحة الرئيسية من موسكو.
وتجادل الولايات المتحدة بأن النظام يمكن أن تستخدمه روسيا للحصول سراً على تفاصيل سرية عن طائرات لوكهيد مارتن إف 35، وأنه غير متوافق مع أنظمة الناتو. ومع ذلك، تصر تركيا على أن S-400 لن يتم دمجها في أنظمة الناتو ولن تشكل تهديداً للحلف.
فيما تشير تركيا إلى أنه تم بيع نظام S-300 الروسي الصنع (النسخة الأقدم من إس 400) إلى 20 دولة، من ضمنها الدول الأعضاء في الناتو مثل بلغاريا واليونان وسلوفاكيا.
عقوبات أمريكية
وقد فرضت أمريكا عقوبات على تركيا في نهاية عهد ترامب، لكنها كانت محدودة واستهدفت بالأساس رئاسة مشتريات الدفاع التركية، علماً بأنه فعلياً الولايات المتحدة أوقفت إبرام أي صفقات عسكرية جديدة مع تركيا، فيما أصبحت الأخيرة أكثر اعتماداً على الذات.
ورغم التهديدات الأمريكية، اختبرت تركيا نظام إس 400 مطلع هذا العام، مستغلةً انشغال الولايات المتحدة بأزمة الانتخابات الرئاسية.
وأوضح المحلل التركي الدكتور شاجلار كورتش أنه من الناحية الفنية، بإمكان تركيا استخدام نظام S-400 إذا رغبت في ذلك، هذا يعتمد كلياً على صناع القرار بتركيا، لأنه لا توجد عقبة فنية أمام استخدام النظام، حيث تم اختباره.
بدون نظام دفاعي
تركيا التي يمكن اعتبارها القوة الأولى أو الثانية عسكرياً في الشرق الأوسط، هي إحدى الدولة القليلة بالمنطقة التي لا تمتلك نظاماً دفاعياً صاروخياً رئيسياً متطوراً.
إذ تمتلك معظم دول الخليج أنظمة باتريوت وإسرائيل لديها باتريوت والقبة الحديدية، ومصر اشترت نظام إس 300 من روسيا، وحتى إيران المحاصرة أصبح لديها إس 300.
واليونان غريمة تركيا وعضو الناتو، لديها نظام إس 300 الروسي أيضاً ولم تعترض عليها واشنطن، في مظهر واضح لازدواجية المعايير الغربية، علماً بأن هذا النظام كانت قد اشترته قبرص ولكن تم نقله لليونان بعد تهديدات تركية بقصفه.
وفي مواجهة استمرار المماطلة الأمريكية في توفير نظام دفاعي صاروخي وفي إطار العلاقة الجديدة مع روسيا، أبرمت تركيا عقداً لشراء نظام صواريخ إس 400 من موسكو في عام 2017، رغم التحذيرات الأمريكية.
ويعلق موقع Defenseone على هذه الصفقة المثيرة للجدل قائلاً: "ما أبعد تركيا عن حلفائها الغربيين في مسألة أنظمة الدفاع الجوي لم يكن السعر أو الأداء؛ بل كان المعاييرَ المزدوجة التي تصورتها أنقرة في كيفية تعامل الحلفاء مع المصالح المشروعة لتركيا"