اقترح حسن نصر الله، أمين عام جماعة "حزب الله" اللبنانية، الأحد 22 أغسطس/آب 2021، على سلطات بلاده الاستعانة بشركة إيرانية للتنقيب عن النفط في المياه الإقليمية اللبنانية واستخراجه، في حال لم تتوفر شركات أجنبية، وذلك في الوقت الذي تعاني فيه البلاد أزمة حادة في الوقود.
هذا الاقتراح يأتي بعد أيام قليلة من تأكيده أن لبنان ستتوصل إلى "المازوت والبنزين من إيران (حليفة حزب الله)"، بينما تتهم عواصم إقليمية وغربية "حزب الله" بمحاولة الهيمنة على لبنان لصالح إيران، وهو ما تنفي الجماعة صحته.
البديل الإيراني
"نصر الله"، صرح في كلمة متلفزة: إذا وصلنا إلى مرحلة لا يوجد شركات (أجنبية) تريد التنقيب لاستخراج النفط والغاز من المياه الإقليمية اللبنانية، فنحن جاهزون للاستعانة بشركة إيرانية لديها خبرة كبيرة.
كما تابع أن الشركات الإيرانية "لا تخاف القصف الإسرائيلي، وتستطيع استخراج الغاز والنفط وبيعه".
وثمة خلافات بين لبنان وإسرائيل بشأن السيادة على مناطق غنية بالنفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط .
ومنذ نحو عامين، تعصف بلبنان أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه، حيث تسببت بانهيار مالي ومعيشي وارتفاع معدلات الفقر، وشح الوقود والأدوية وسلع أساسية أخرى، لعدم توفر النقد الأجنبي اللازم لاستيرادها.
التوجه إلى طهران "طالما أن لبنان في أزمة"
في 19 أغسطس/آب الجاري، أعلن "نصر الله"، انطلاق سفينة تحمل وقوداً من إيران إلى لبنان، في محاولة لحلّ أزمة شُح الوقود، مؤكداً أن"السفينة الثانية ستبحر من إيران بعد أيام، وستلحق السفينة الأولى التي صارت في عرض البحر".
كما شدد أيضاً على "مواصلة هذا المسار، طالما أن لبنان محتاج، وبهدف تخفيف معاناة الناس".
المتحدث ذاته، أضاف أن "النفط الذي نأتي به هو لكل اللبنانيين، والمستشفيات والأفران، ولسنا بديلاً عن الدولة، ولسنا بديلاً عن الشركات التي تستورد المحروقات، ولسنا في مجال التنافس مع أحد".
قرار جديد يلهب الأسعار
السبت 21 أغسطس/آب 2021، وافقت الحكومة اللبنانية على تخفيض دعم استيراد الوقود، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع أسعاره إلى ما يقارب 100%. فيما أعلن الرئيس ميشال عون أن خزانة الدولة ستتحمل تكلفة استمرار دعم الوقود، وذلك في محاولة لتخفيف أزمة النقص الحاد بالوقود.
جاء ذلك في اجتماع طارئ عقده الرئيس عون مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ووزير المالية غازي وزني وحاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، وبمشاركة وزير الطاقة ريمون غجر عن بُعد.
عقب الاجتماع، أعلن الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، الموافقة على اقتراح وزارة المال تغطية دعم استيراد المحروقات بسعر صرف 8000 ليرة للدولار بدلاً من 3900 ليرة.
هذا القرار سينعكس ارتفاعاً في أسعار المحروقات (بنزين، مازوت)، إلا أن جدول الأسعار الجديد لم يصدر عن وزارة الطاقة بعد.
إلا أنه من المرجح أن يرتفع سعر صفيحة البنزين من نحو 78 ألف ليرة لبنانية (نحو 3.9 دولار وفق سعر السوق السوداء) إلى 145 ألف ليرة (نحو 7.2 دولار)، فيما سيرتفع سعر صفيحة المازوت من نحو 58 ألف ليرة (نحو 3 دولارات) إلى 116 ألف ليرة لبنانية (نحو 5.8 دولار)، وفق وكالة الأناضول.
ساحة للصراع الأجنبي
في الجهة المقابلة، قوبل استقدام "حزب الله" سفينة وقود من إيران برفض من خصومه، مع تحذيرات من محاولة طهران السيطرة على لبنان، عبر الجماعة.
بينما قلل "نصر الله" من أهمية تلك المواقف، واصفاً إياها بـ"التهويل".
من جانبهم، حذر سياسيون لبنانيون، مراراً، من أن بلدهم صار ساحة صراع بين مصالح دول إقليمية وغربية، لا سيما بين طهران من جهة وعواصم أخرى، بينها الرياض وواشنطن، من جهة أخرى.