كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، تفاصيل مقطع الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع وتضمن تسليم أسرة رضيعاً أفغانياً إلى القوات الأمريكية بمحيط مطار حامد كرزاي الدولي في كابول.
حيث تضمن مقطع الفيديو وجود مجموعة من المواطنين يرتدون الزي التقليدي ويرفع أحدهم طفلاً ليتناوله أحد جنود مشاة البحرية الأمريكية، في مشهد أثار تساؤلات وشائعات حول مصير الصغير.
طلب علاج للطفل
جون كيربي، من جانبه، قال في مؤتمر صحفي، الجمعة 20 أغسطس/آب 2021، إن الجنود أخذوا الطفل للعلاج في مستشفى داخل المنشأة، مضيفاً: "طلب الوالد من مشاة البحرية أن يعتنوا بالطفل، لأنه كان مريضاً".
أضاف كيربي: "لذا فإن مشاة البحرية التي تراها فوق الجدار، أخذته إلى مستشفى نرويجي في المطار. لقد عالجوا الطفل وأعادوه إلى والده، لقد كان عملاً من أعمال الرحمة".
يأتي ذلك في الوقت الذي وصف فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، عمليات الإجلاء من أفغانستان بأنها "من أكبر وأصعب" عمليات النقل الجوي في تاريخ الولايات المتحدة.
جاء ذلك في كلمة متلفزة للتعليق على آخر تطورات الأوضاع بأفغانستان، في أعقاب إعلان حركة طالبان سيطرتها على البلاد الأحد الماضي.
قال بايدن: "الجسر الجوي الذي أقمناه مع أفغانستان هو الأكبر في تاريخنا"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تنشر حالياً أكثر من 6 آلاف جندي، بينهم قوات من المارينز؛ لتأمين مغادرة المدنيين من أفغانستان.
أضاف أن بلاده "ستحافظ على التزاماتها التي قطعتها تجاه الأفغان الذين تعاونوا معها"، وأشار إلى أن عمليات الإجلاء تتم بالتنسيق مع حلف شمال الأطلسي "الناتو" وستشمل إجلاء الصحفيين.
غير أنه في المقابل، شدد بايدن على صعوبة ضمان "النتيجة النهائية" لعمليات الإجلاء، وتابع: "مهمتنا صعبة وخطيرة وعلينا أن نكملها".
شروط على طالبان
في السياق، لفت بايدن إلى أن واشنطن "ستفرض شروطاً على طالبان حتى تنال اعترافها"، وأردف قائلاً: "سنعمل على وضع ضغط دولي على طالبان في سبيل حماية الشعب الأفغاني".
استدرك: "نتواصل مع طالبان لضمان سلامة وصول المدنيين إلى مطار كابول لإجلائهم، وأوضحنا للحركة أن أي تهديد سيتم الرد عليه بقوة". كما لفت إلى أن قرار الانسحاب من أفغانستان جاء بناءً على "اتفاق وقَّعته الإدارة السابقة مع طالبان".
فيما رأى بايدن أنه "لم يكن متوقعاً" من القيادة الأفغانية ترك البلاد بعد سيطرة طالبان.
يُذكر أنه خلال الأسابيع الأخيرة، تمكنت طالبان من بسط سيطرتها على كل المنافذ الحدودية. وفي 15 أغسطس/آب الجاري، دخل مسلحو الحركة العاصمة كابول وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني، البلاد ووصل إلى الإمارات، قائلاً إنه فعل ذلك لـ"منع وقوع مذبحة".
جاءت هذه السيطرة رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، طوال نحو 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.