تداول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، السبت 21 أغسطس/آب 2021، مقطع فيديو يُظهر قيام شاب فلسطيني بإطلاق النار من المسافة صفر على قناص إسرائيلي خلال اعتدائه على المتظاهرين الفلسطينيين شرقي قطاع غزة المُحاصر.
حيث أدخل الشاب سلاحه الناري إلى داخل إحدى فتحات الجدار الأمني الفاصل بين غزة وإسرائيل، ثم أطلق النار باتجاه القناص الذي كان يعتدي على المتظاهرين الذين توافدوا نحو الحدود؛ للمشاركة في مهرجان الذكرى الـ52 لحرق المسجد الأقصى.
فيما توقع البعض مقتل القناص الإسرائيلي، إلا أنه لم يتسنَّ التأكد من مصيره حتى الآن.
بينما لم تعلق السلطات الإسرائيلية على الواقعة، ولم تكشف عن مصير هذا القناص.
في حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال يجري فحصاً لمقطع الفيديو المتداول.
هذه الواقعة لاقت احتفاءً من قِبل بعض المغردين الذين أشادوا بما وصفوه بـ"شجاعة وبسالة الفتى الفلسطيني"، الذي قالوا إنه عرّض حياته للخطر.
ودشّن مغردون وسماً بعنوان "#سيف_القدس_لن_يغمد".
واقعة أخرى
قبل ذلك، وفي واقعة أخرى لافتة، حاول أحد المتظاهرين الفلسطينيين الاستيلاء على سلاح قناص إسرائيلي بيده العارية، وذلك بعدما تمكن من الوصول إلى السياج الفاصل.
حيث سعى هذا الشاب، وسط فرحة من المتظاهرين الفلسطينيين، لسحب سلاح الجندي الإسرائيلي، إلا أنه لم يفلح.
سياسة الخنق الإسرائيلية
من جهته، قال أنس جرجاوي، مسؤول العمليات في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان، على حسابه بموقع "تويتر": "سياسة الخنق الإسرائيلية بحق السكان في غزة أوصلت الشباب المحبط إلى درجة يتساوى فيها الموت مع الحياة. هنا شاب غزي نكّد الحصارُ عيشه، يحاول سحب سلاح قناص إسرائيلي من داخل ثكنة شديدة التحصين. يعلم الشاب تماماً أن هذه المغامرة قد تكلفه حياته، ولكنه على الأقل يحاول طرق جدار الخزان".
كان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد نشر، السبت، قناصة على الحدود مع قطاع غزة؛ لمواجهة متظاهرين فلسطينيين، وذلك بعد اقتراب مئات منهم كثيراً من السياج الفاصل.
في هذا الإطار، ذكرت القناة الـ"12″ الإسرائيلية الخاصة أنه "رغم زيادة نشر القناصة وإطلاق النار الحي، فإنهم لا ينجحون في منع الفلسطينيين من الوصول إلى السياج الفاصل عند حدود غزة".
إصابة العشرات
في المقابل، أصيب 24 فلسطينياً بينهم مصور صحفي، السبت، برصاص الجيش الإسرائيلي وقنابل الغاز المسيل للدموع قرب الحدود الشرقية لغزة، بحسب مراسل الأناضول وبيان لوزارة الصحة بالقطاع.
كما أصيب فلسطينيان برضوض طفيفة واعتُقل آخران، السبت، خلال اعتداء قوات إسرائيلية على مصلين عند "باب الأسباط"، أحد أبواب المسجد الأقصى وسط القدس المحتلة.
حيث أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، بأن "القوات الإسرائيلية هاجمت المصلين واعتدت عليهم بالضرب المبرح؛ ما أدى إلى إصابة اثنين منهم بجروح بسيطة".
حرق الأقصى
تأتي التشديدات الإسرائيلية تزامناً مع الذكرى الـ52 لإحراق المسجد الأقصى على يد شخص أسترالي الجنسية يدعى مايكل دنيس روهن، والتي تصادف اليوم.
ووقع الحادث في 21 أغسطس/آب 1969، والتهمت النيران حينها جميع محتويات الجناح الشرقي للجامع القبلي في الجهة الجنوبية من المسجد، وضمن ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين.
يُذكر أن حادث إحراق المسجد الأقصى وقع يوم 21 أغسطس/آب 1969، والتهمت النيران، حينها، جميع محتويات الجناح الشرقي للجامع القبْلي الموجود بالجهة الجنوبية من المسجد، وضمن ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين.