قال موقع Middle East Eye البريطاني، في تقرير نشره الجمعة 20 أغسطس/آب 2021، إن الحكومة الأردنية قررت إعادة ترسيم حدود أكبر محمية طبيعية بالبلاد؛ من أجل البدء في التنقيب عن النحاس.
إذ أعلن مجلس الوزراء، الإثنين 16 أغسطس/آب 2021، أنَّه كلَّف وزارة البيئة بإعادة ترسيم حدود محمية "ضانا للمحيط الحيوي"، وهو موقع تبلغ مساحته قرابة 300 كيلومتر مربع في جنوب وسط البلاد.
في حين تُعتبر المحمية، الأكبر بالبلاد، مُدرَجة على لائحة المعالم قيد النظر للحصول على وضعية موقع تراث عالمي من منظمة اليونسكو.
حالة غضب من الفكرة
على الرغم من حالة الغضب من الخطة، أكَّدتها وزارة الطاقة والثروة المعدنية، الخميس 19 أغسطس/آب 2021، مُدَّعيةً وجود ما يُقدَّر بـ45 مليون طن من رواسب النحاس في المحمية، وهو الرقم الذي شكك فيه البعض.
وفقاً للوزارة، تجري سلطة المصادر الطبيعية الأردنية مشروعات استكشاف في الموقع منذ عام 1966، وهو ما يسبق إعلانها محمية طبيعية في عام 1989.
أضافت الوزارة أنَّها حريصة على المضي قدماً باستثمارات "واعدة وموفرة لفرص العمل" في المنطقة، التي قالت إنَّها تصل إلى 200 مليون دينار أردني (280 مليون دولار)، بما يؤدي إلى خلق 1000 وظيفة مباشرة و2500 وظيفة غير مباشرة.
إعادة الترسيم
في المقابل فقد تعرَّضت الخطط لإدانات قوية بالأردن، إذ تدير الجمعية الملكية لحماية الطبيعة المحمية، وقالت في بيان إنَّها تعارض أي إعادة لترسيم حدودها، وإنَّها ستتخذ "كافة الإجراءات القانونية والتصعيدية التي يكفلها القانون الأردني" لحماية المحميات الطبيعية في الأردن. ووصف رئيس الجمعية، خالد الإيراني، الإعلان بأنَّه "يوم أسود" للبلاد.
في المقابل سمح مجلس الوزراء في عام 2016 بالتنقيب في مناطق محددة بمحمية ضانا، ووقَّع مذكرة تفاهم مع إحدى شركات التنقيب.
ووفقاً لبيان وزارة الطاقة، الخميس، رفضت الجمعية وصول الشركة إلى المواقع، ومنعتها من ممارسة الأنشطة الاستكشافية أو دراسة الأثر البيئي للتنقيب.
من ناحية أخرى قابلت الخطوة رفضاً أيضاً من جانب المجلس العالمي للمعالم والمواقع في الأردن.
قرار أحادي
حيث قال المجلس إنَّ قرار الحكومة الأحادي فتح محمية ضانا أمام "الاستثمارات التعدينية المتطفلة قصير النظر وغير مدروس ويمثل سابقة خطيرة".
في حين تعرَّضت الخطوة للانتقاد على وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً. فكان هاشتاغ "احموا ضانا" من بين الأعلى تداولاً في وسائل التواصل الأردنية لعدة أيام.
فكتبت الأكاديمية الأردنية ياسمين عكور: "تكافح البلدان حول العالم حرائق الغابات لحماية غاباتها وأراضيها الشجرية. وفي غضون ذلك، يقرر الأردن تقسيم أكبر محمياته الطبيعية من أجل عمليات التنقيب. احموا محمياتنا بأي ثمن!".
جاءت محمية ضانا في شهر يوليو/تموز 2021، ضمن قائمة مجلة Times الأمريكية لأروع 100 مكان في العالم.
حيث تضم المحمية قرابة 700 نوع من النباتات و449 نوعاً من الحيوانات. ويُعَد 25 نوعاً على الأقل من هذه الحيوانات مهدد بالانقراض، من ضمنها الوعل النوبي، والكنار السوري، وطائر العويسق.
تكوينات صخرية
تشتهر المنطقة أيضاً بتكويناتها الصخرية والترابية، وتضم أكثر من 100 موقع جيولوجي. وتعود المستعمرات البشرية في الموقع إلى ما يصل إلى 6 آلاف عام مضت.
فيما قالت إحدى مستخدمات موقع تويتر: "في وقتٍ تسارع فيه البلدان حول العالم لحماية تراثها الطبيعي ومحاربة التغير المناخي قبل قمة غلاسكو للمناخ، نرى دُرَّة محمياتنا، ضانا، تواجه قراراً ظالماً يهدد سلامتها".
من جانبه كتب الصحفي المقيم في عمَّان، تايلور (يوسف) لاك: "العالم كله مُتحد، من المجتمع المحلي إلى الأردنيين في أنحاء البلاد وفي الشتات في أنحاء العالم: الكل يقول (أبداً) لخطط الحكومة للتنقيب في محمية ضانا الطبيعية". وأضاف: "هل ستنصت الحكومة ولو لمرة واحدة؟".