“برقية سرية” تكشف تجاهل بايدن لتهديدات طالبان.. وقّعها 25 دبلوماسياً وحذروا فيها من سرعة سقوط كابول

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/20 الساعة 06:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/20 الساعة 06:20 بتوقيت غرينتش
اتهامات لإدارة بايدن بدعوة الدول التي تخدم مصالح واشنطن فقط إلى قمة الديمقراطية/ رويترز

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، الخميس 19 أغسطس/آب 2021، أن نحو 25 دبلوماسياً أمريكياً في أفغانستان أرسلوا برقية داخلية الشهر الماضي حذروا فيها وزير الخارجية أنتوني بلينكن من احتمال سقوط العاصمة الأفغانية كابول سريعاً في يد طالبان مع انسحاب القوات الأمريكية.

جاءت هذه المعلومات بعد يوم من قيام صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بالكشف عن أن التقييمات السرية التي أجرتها وكالات الاستخبارات الأمريكية خلال الصيف، رسمت صورة ازدادت قتامةً لما ستؤول إليه الأوضاع بشأن احتمال سيطرة طالبان على أفغانستان، وحذَّرت من انهيار سريع للجيش الأفغاني.

أثارت الأخبار الواردة عن هذه التحذيرات تساؤلات حول الأسباب التي أدت بمسؤولي إدارة بايدن والمخططين العسكريين في أفغانستان إلى عدم الاستعداد جدياً للتعامل مع هجوم طالبان الأخير في كابول، وأيضاً الفشل في حفظ الأمن بالمطار الرئيسي للبلاد ثم المسارعة بإرسال آلاف من القوات لتأمين خروج الرعايا الأمريكيين النهائي من أفغانستان.

برقية سرية توصي بسرعة الإجلاء

صحيفة وول ستريت جورنال قالت إن البرقية السرية موقعة بتاريخ 13 يوليو/تموز وقدمت توصيات بشأن سبل تخفيف حدة الأزمة والإسراع بعملية إجلاء.

قام الدبلوماسيون بإرسال هذه البرقية عبر ما تعرف "بقناة المعارضة"، وهي وسيلة تراسل للعاملين بوزارة الخارجية ووكالة التنمية الدولية يمكنهم من خلالها توجيه نقد بناء للسياسات الحكومية.

هذا الأمر جعل الإدارة تواجه انتقادات لغض الطرف عن إخراج الدبلوماسيين وغيرهم من المواطنين الأمريكيين، وكذلك الحلفاء الأفغان، من ذلك البلد إلى أن بدأت طالبان تسيطر على الأمور.

من جانبهم رفض المسؤولون الأمريكيون تأكيد تفاصيل محددة أو تبادل محتوى البرقية.

لكن جوناثان فاينر، نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، قال لشبكة (سي.إن.إن): "أعتقد أن البرقية تعكس ما قلناه طوال الوقت، وهو أنه لا أحد كان يعلم بهذه الدقة والتحديد أن الحكومة والجيش الأفغانيين سينهاران في غضون أيام".

حاولت وزارة الخارجية الأمريكية التعامل مع هذا التسريب بدبلوماسية، فقال مصدر مطلع إن وزارة الخارجية أخذت مخاوف من صاغوا البرقية على محمل الجد، وهو ما ظهر في أمور منها التنديد بفظائع طالبان قبل سيطرتها على كابول يوم الأحد.

كما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس أن آراء الدبلوماسيين وُضعت في الحسبان عند التخطيط ووضع السياسات المتعلقة بأفغانستان، مضيفاً: "نقدر هذه المعارضة الداخلية البناءة. إنها وطنية وتحظى بالحماية وتجعلنا أكثر فاعلية".

تقييمات خاطئة وطالبان تعلمت الدرس

من جهة أخرى، خلُص تحليل تاريخي قُدِّم إلى الكونغرس إلى أن طالبان تعلَّمت دروساً من سيطرتها السابقة على البلاد في التسعينيات.

قال التقرير إن الحركة ستعمل هذه المرة على تأمين المعابر الحدودية أولاً، ثم التمكَّن من عواصم المقاطعات، وفرض سيطرتها على مساحات شاسعة من شمال البلاد قبل الانتقال إلى كابول، وهو توقعٌ ثبتت صحته.

في المقابل، تشير تقارير أخرى إلى أن القرارات الأمريكية الأساسية بشأن الانسحاب كانت قد اتُّخذت قبل وقت طويل من يوليو/تموز، عندما كان الإجماع بين وكالات الاستخبارات الأمريكية معقوداً على أن الحكومة الأفغانية تستطيع الاستمرار لمدة عامين، وهو ما يتيح متسعاً من الوقت لخروجٍ منظَّم. 

في 27 أبريل/نيسان، عندما أمرت وزارة الخارجية الأمريكية بمغادرة الموظفين غير الأساسيين من السفارة في كابول، كان التقييم الاستخباراتي العام لا يزال يفيد بأن سيطرة طالبان على البلاد لن تقع قبل 18 شهراً على الأقل، وفقاً لمسؤولين بالإدارة الأمريكية.

تحميل المزيد