قال القائم بأعمال وزير الدفاع في الحكومة الأفغانية قبل انهيارها، الجنرال بسم الله محمدي، إن ما سماها "قوات المقاومة" قد انتزعت السيطرة على ثلاث مناطق شمالي أفغانستان، في أول تحرك عسكري على الأرض ضد سيطرة طالبان "السريعة" على معظم الولايات، بما فيها العاصمة كابول.
وفي تغريدة عبر تويتر، أعلن القائم بأعمال وزير الدفاع في "الحكومة الأفغانية" بسم الله محمدي، أن قوات عسكرية انتزعت من حركة "طالبان" ثلاث مناطق في ولاية بغلان شمالي البلاد.
جاء ذلك في الوقت الذي تصاعدت فيه الأصوات الداعية لمقاومة طالبان بعد استعادتها السلطة في كابول، وذلك في أوساط عسكريين حكوميين أو أمراء حرب أفغانيين تكن لهم حركة طالبان العداوة.
لا تشكيل للحكومة
في سياق سياسي، قال مسؤول أفغاني، إن حركة "طالبان" لا تخطط لاتخاذ أي قرارات بشأن الحكومة المقبلة، قبل انسحاب القوات الأمريكية نهاية أغسطس/آب الجاري من البلاد.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية عن المسؤول (لم تسمه) قوله، إن "كبير مفاوضي طالبان أنس حقاني، أبلغ مسؤولي الحكومة السابقة عدم البت في الحكومة المقبلة قبل انسحاب القوات الأمريكية من البلاد".
وأضاف أن "طالبان لديها اتفاق مع الولايات المتحدة على أنها لن تتخذ أي خطوة إلا بعد مرور الموعد النهائي لانسحاب القوات (المقرر في 31 أغسطس/آب)".
الثلاثاء، أكدت "طالبان" أنها تسعى إلى تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان، لكنها لم تكشف عن خططها بشأن استبدال قوات الدفاع والأمن الوطنية.
وتثير سيطرة "طالبان" على أفغانستان مخاوف جمة حيال الأوضاع السياسية والحقوق والحريات ومشاركة النساء في الحياة العامة.
والأحد، سيطرت "طالبان" على العاصمة كابول؛ ما دفع الرئيس الأفغاني أشرف غني للهروب من البلاد واللجوء إلى الإمارات.
في اليوم ذاته، قال المتحدث باسم "طالبان" سهيل شاهين، في تصريحات لشبكة "بي بي سي" البريطانية، إن الحركة "ستسمح للمرأة بالتعلم والعمل، وبالطبع سوف ترتدي الحجاب".
وجاءت هذه السيطرة رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، خلال نحو 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
دعوات للمقاومة
فيما طالب أحمد مسعود، نجل القائد الأفغاني أحمد شاه مسعود، الذي اغتاله تنظيم القاعدة في 2001، بدعم أمريكي بالأسلحة والذخائر للميليشيا التي يقودها في أفغانستان من أجل مقاومة طالبان التي استعادت السلطة في كابول، وناشد الغرب التوسط له لدى واشنطن.
القائد الأفغاني قال في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الأربعاء، إنه "ما زال بإمكان أمريكا أن تكون ترسانة كبيرة للديمقراطية" عبر دعم مقاتليه المجاهدين، الذين أصبحوا مستعدين مرة أخرى لمواجهة طالبان.
كان أحمد شاه مسعود من أبطال المقاومة ضد السوفييت وقاتل طالبان. وقد اعتبر بطلاً قومياً بموجب مرسوم رئاسي في 2019 وإن كانت قوات "أسد بانشير" تركت ذكريات متضاربة لدى سكان كابول الذين علقوا مطلع تسعينات القرن الماضي في القتال بين المجاهدين المتنافسين.
أحمد مسعود عبر عن استعداده لاتباع خُطى والده، مع مقاتلي "المجاهدين" المستعدين لمواجهة طالبان مرة أخرى، وقال: "لدينا مخازن الذخيرة والأسلحة التي جمعناها بصبر منذ عهد والدي؛ لأننا علمنا أنَّ هذا اليوم قد يأتي".