ذكرت مجموعة معنية بجمع المعلومات المخابراتية في النرويج أن حركة طالبان بدأت اعتقال أفغان، أسماؤهم مدرجة على قوائم سوداء تضم من تعتقد الحركة أنهم عملوا في أدوار رئيسية مع الإدارة الأفغانية السابقة أو مع القوات التي قادتها الولايات المتحدة ودعمت تلك الحكومة.
حيث قال التقرير الصادر عن المركز النرويجي للتحليلات العالمية واطلعت عليه رويترز يوم الخميس 19 أغسطس/آب 2021، إن طالبان تطارد أفراداً لهم صلات بالإدارة الأفغانية السابقة التي سقطت يوم الأحد عندما سيطرت الحركة على العاصمة كابول.
عمليات الملاحقة
أضاف التقرير الصادر يوم الأربعاء 18 أغسطس/آب 2021: "طالبان تكثف عمليات الملاحقة وإذا لم تنجح في العثور عليهم فإنها تستهدف أسرهم وتعتقل أفراداً منها وتعاقبهم".
كما أشار التقرير إلى أن المعرَّضين للخطر بشكل خاص، هم "الأفراد في مواقع مركزية بالجيش والشرطة ووحدات التحقيق".
كذلك فقد قال المركز، وهو مؤسسة غير ربحية تقوم بتقييمات استخباراتية مستقلة، إن التقرير بشأن الوضع الأفغاني تم إرساله إلى وكالات وأفراد في الأمم المتحدة.
من ناحية أخرى قال مسؤول في الأمم المتحدة رداً على طلب للتعليق: "هذا ليس تقريراً صادراً عن الأمم المتحدة لكنه من المركز النرويجي للتحليلات العالمية". ولم يردّ المتحدث باسم طالبان حتى الآن على طلب للتعليق على التقرير.
سيطرة الحركة
تأتي هذه التقارير في الوقت الذي دعت فيه حركة طالبان الأئمة بأفغانستان إلى الحث على الوحدة، في أول صلاة جمعة بعد سيطرة الحركة على البلاد، وذلك مع امتداد الاحتجاجات ضد الحركة إلى مزيد من المدن الخميس، وضمنها العاصمة كابول.
إذ قال شاهد بمدينة أسد آباد في شرق البلاد، إن عدة أشخاص قُتلوا عندما فتح أعضاء الحركة النار صوب حشد. وذكر شاهد آخر أن أعيرة نارية أطلقت قرب مسيرة في كابول، لكن بدا أن مقاتلي طالبان يطلقون النار في الهواء.
كما أظهر مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي حشداً يضم رجالاً ونساء يهتفون "عَلمنا هويتنا" وهم يلوحون بالعلم الوطني في يوم عيد الاستقلال الذي تحيي فيه أفغانستان كل عام، في 19 أغسطس/آب، ذكرى استقلالها عن بريطانيا في 1919.
في حين ذكرت وسائل إعلام أن محتجين مزقوا علم طالبان الأبيض في بعض الاحتجاجات الأخرى. ولم يتسنَّ الحصول على تعقيب من المتحدث باسم طالبان.
مظاهرات صغيرة
كانت بعض المظاهرات صغيرة، لكنها إلى جانب تدافع الآلاف سعياً للفرار من البلاد، تسلط الضوء على التحدي الذي يواجه طالبان في الحكم.
في المقابل عبَّر أمر الله صالح، النائب الأول للرئيس الأفغاني، الذي يحاول حشد معارضة ضد طالبان، عن دعمه للاحتجاجات. وكتب على تويتر: "تحياتي إلى من يرفعون العلم وبهذا يدافعون عن كرامة الأمة".
كذلك فقد صرح صالح، الثلاثاء الماضي، بأنه موجود في أفغانستان وأنه "الرئيس الشرعي القائم بالأعمال" بعد فرار الرئيس أشرف غني من البلاد.
من جانبه دعا أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود أحد أمراء الحرب المخضرمين والذي قُتل على يد متشددين يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة في عام 2001، الغرب إلى تقديم الدعم لقتال طالبان.
حيث قال في مقال بصحيفة واشنطن بوست: "مستعد للسير على خطا والدي، مع مقاتلين مجاهدين مستعدين مرة أخرى لمواجهة طالبان".
في حين قال مصدران مطلعان ودبلوماسيان أجنبيان إن قطر قد تستضيف محادثات جديدة بين طالبان والحكومة الأفغانية، الأسبوع القادم، على أقرب تقدير؛ للتوصل إلى اتفاق حول تقاسم السلطة.
كذلك فقد أجرى زعماء أفغان سابقون، منهم الرئيس السابق حامد كرزاي، محادثات مع طالبان بالفعل.