قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة 20 أغسطس/آب 2021، إن أي عملية إجلاء كبرى للأمريكيين وللحلفاء الأفغان من أفغانستان "عملية خطرة" ولا يمكن ضمان نتيجتها النهائية.
حيث أضاف بايدن في تصريحات أدلى بها في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة على اتصال وثيق مع حركة طالبان للحصول على إمكانية تسمح بدخول الأفغان الموالين لأمريكا إلى مطار كابول.
قوات أمريكا في كابول
الرئيس الأمريكي وفي تصريحاته التي أدلى بها في البيت الأبيض، قال كذلك: "لم نوسع حدود وجود قواتنا خارج المطار؛ لكيلا نسقط في فخ أحداث غير محسوبة من جهات غير طالبان".
أضاف: "لم نتوقع حالة الانهيار الكامل للجيش الأفغاني الذي يصل إلى 300 ألف جندي، وأي طريقة كنا سنختارها لمغادرة أفغانستان كانت ستؤدي إلى الأوضاع التي نشهدها الآن"، حسبما قال.
كذلك قال بايدن: "الجسر الجوي الذي أقمناه مع أفغانستان هو الأكبر في تاريخنا"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تنشر حالياً أكثر من 6 آلاف جندي، بينهم قوات من المارينز، لتأمين مغادرة المدنيين من أفغانستان.
أضاف أن بلاده "ستحافظ على التزاماتها التي قطعتها تجاه الأفغان الذين تعاونوا معها".كما أشار إلى أن عمليات الإجلاء تتم بالتنسيق مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وستشمل إجلاء الصحفيين. غير أنه في المقابل، شدد على "صعوبة ضمان (النتيجة النهائية) لعمليات الإجلاء"، وتابع: "مهمتنا صعبة وخطيرة وعلينا أن نكملها".
في سياق متصل قال مسؤولون أمريكيون لـ"رويترز"، يوم الجمعة، إنه من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة إمكانية هبوط رحلات الإجلاء من كابول في مواقع بأوروبا بعد وصول أكبر قاعدة عسكرية لها بالشرق الأوسط في قطر إلى طاقتها القصوى.
فيما تبذل الولايات المتحدة جهوداً مضنية لإجلاء الآلاف من أفغانستان مع تزايد التقارير عن أعمال انتقامية من جانب طالبان ضد الأفغان الذين تعاونوا مع القوات بقيادة الولايات المتحدة، فيما اضطر القوى الأجنبية إلى تسريع جهود الإجلاء.
رحلات إجلاء من كابول
لكن مسؤولين قالوا إنه لم تقلع أي طائرة في رحلات إجلاء من كابول على مدى بضع ساعات، يوم الجمعة؛ لعدم توافر مكان يذهبون إليه بعد زيادة التدفق في قاعدة العديد الجوية بقطر، مقر القيادة المركزية الأمريكية التي تستضيف بالفعل 8000 من الأفغان الذين تم إجلاؤهم.
في المقابل قال مسؤول كبير بالإدارة إن القائد الأمريكي على الأرض أصدر أمراً باستئناف الرحلات.
من جانبه قال حلف شمال الأطلسي إن أكثر من 18 ألفاً تم إجلاؤهم منذ سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية يوم الأحد.
في سياق متصل قال المسؤول الأمريكي الذي رفض نشر اسمه، إن إعلان وزارة الخارجية الأمريكية قد يشمل المزيد من الوجهات وضمنها البحرين، لكن تم اختيار أوروبا؛ لسهولة توفير الإمدادات اللوجستية عن المناطق الأخرى في العالم.
فيما قال أحد المسؤولين إن الرحلات ستتجه على الأرجح إلى غرب أوروبا وجنوبها.
من جانبه قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، في بيان، إن برلين اتفقت مع واشنطن على إيواء من يتم إجلاؤهم، بشكل مؤقت في قاعدة رامشتاين الجوية. ولم يتضح على الفور ما هي الدول الأوروبية الأخرى التي ستشارك في هذا الجهد.
في المقابل رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق، لكنها قالت إنها "تعرب عن الامتنان لجميع شركائنا الذين يلعبون دوراً في هذا الجهد".