قال مسؤول من طالبان، الخميس 19 أغسطس/آب 2021، إن الحركة ستشارك النساء وسيكون لهن دور في الإدارة الأفغانية الجديدة، بعد أن حثت الحركة، في وقت سابق، النساء على المشاركة في تشكيل الحكومة، في محاولة من الحركة لاحتواء الخوف والقلق.
وفي سياق متصل، قال مسؤولون من طالبان وحلف شمال الأطلسي إن 12 شخصاً قُتلوا في المطار بالعاصمة الأفغانية كابول ومحيطه منذ سيطرة الحركة على المدينة، ما خلف فوضى عارمة في المطار.
وقال مسؤول من طالبان بدوره إن الوفيات نجمت إما عن طلقات نارية أو تدافع، وحث المحتشدين عند بوابات المطار على العودة إلى ديارهم إذا لم يكن لديهم الحق القانوني في السفر، وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: "لا نريد أن نؤذي أحداً في المطار".
سياسة مختلفة لطالبان
يشار إلى أن طالبان منذ عودتها إلى أفغانستان، واصل متحدثوها تشديدهم المستمر على أن سياساتهم هذه المرة تتسم بنوع من الليونة، حتى أن متحدثاً باسمهم قد ظهر في أول مؤتمر بعد سيطرتهم على كابول مع امرأة، في مقابلة صحفية على التلفاز، في مشهد نادر.
حيث قال ذبيح الله مجاهد، المتحدث الرئيسي باسم حركة طالبان، في مؤتمر صحفي بكابول، الثلاثاء، إنه سيُسمح للنساء بالعمل والدراسة، و"سيكُن فاعلات للغاية في المجتمع، لكن في إطار الشريعة الإسلامية".
كما قال قيادي بارز في حركة طالبان، الأربعاء، إن دور المرأة في أفغانستان، بما في ذلك حقها في العمل والتعليم وشكل ملابسها، أمور سيبتّ فيها مجلس من علماء المسلمين.
وقال وحيد الله هاشمي، المطلع على صنع القرار في الحركة، لرويترز: "علماؤنا سيقررون ما إذا كان سيُسمح للبنات بالذهاب للمدارس أم لا"، وأضاف: "سيبتون فيما إذا كان يتعين على النساء وضع حجاب أو نقاب أو مجرد غطاء للرأس مع عباءة أو شيء ما أو لا. الأمر متروك لهم".
سيطرة طالبان على أفغانستان
ويأتي هذا بعد أن أقرّ الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي فرّ إلى خارج أفغانستان، مساء الأحد، بأنّ "حركة طالبان انتصرت"، في حين أظهرت مشاهد تلفزيونيّة مقاتلين من الحركة وهم يحتفلون بـ"النصر" من القصر الرئاسي في كابول.
وبعد عشرين سنة تقريباً على طردها من السلطة، بات انتصار طالبان العسكري كاملاً مع انهيار القوّات الحكوميّة في غياب الدعم الأمريكي.
كما أعلن المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، عبر تويتر، أن "وحدات عسكرية من إمارة أفغانستان الإسلامية دخلت مدينة كابول لضمان الأمن فيها".
من جهتها، كشفت حركة طالبان أنها ستعلن قريباً "إمارة أفغانستان الإسلامية" من القصر الرئاسي في العاصمة كابول، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
فقد استولت طالبان على كل أفغانستان تقريباً فيما يزيد قليلاً عن أسبوع، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى ما يقرب من 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
ومنذ مايو/أيار الماضي، بدأت طالبان توسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.