قال صندوق النقد الدولي، الأربعاء 18 أغسطس/آب 2021، إن أفغانستان لن يكون بمقدورها الوصول إلى موارد الصندوق، بما في ذلك تخصيص جديد لاحتياطيات حقوق السحب الخاصة، بسبب عدم وضوح حكومتها، بعد أن سيطرت حركة طالبان على العاصمة كابول، فيما قررت بريطانيا مضاعفة مساعداتها الإنسانية هذا العام لتصل إلى 393.34 مليون دولار.
المتحدث باسم صندوق النقد قال في بيان له: "كما هو الحال دائماً، فإن صندوق النقد الدولي يسترشد بآراء المجتمع الدولي… يوجد حالياً عدم وضوح داخل المجتمع الدولي فيما يتعلق بالاعتراف بحكومة في أفغانستان، ونتيجة لذلك فإن هذا البلد لا يمكنه الوصول إلى حقوق السحب الخاصة أو أي موارد أخرى لصندوق النقد الدولي".
فيما دعا وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب بدوره في تغريدة الآخرين إلى أن يحذوا حذو بريطانيا كي يضمن حصول الأفغان الأكثر ضعفاً على المساعدات الإنسانية التي يحتاجونها.
محادثات بشأن أفغانستان
وأجرى راب محادثات بشأن الوضع في أفغانستان مع نظرائه في الولايات المتحدة والهند في ساعة متأخرة الأربعاء، وأضاف أنه يعمل عن كثب مع مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور بخصوص الاستجابة الإنسانية لضمان وصول المساعدات إلى المستهدفين.
وقال السفير البريطاني في أفغانستان، الأربعاء، إن لندن تعمل "على مستوى تكتيكي وعملي" مع طالبان في كابول لإجلاء مواطنين وأفغان مؤهلين، مضيفاً أن برنامج الإجلاء قد يستغرق أياماً وليس أسابيع.
كما ينتظر أن يبحث وزراء الخارجية في دول مجموعة السبع الصناعية الخطوات التالية للإجلاء من أفغانستان خلال اجتماع عبر الإنترنت.
وكانت بريطانيا أعلنت، الثلاثاء، خططاً لاستقبال ما يصل إلى خمسة آلاف أفغاني فارين من طالبان خلال العام الأول من برنامج لإعادة التوطين سيعطي الأولوية للنساء والفتيات والأقليات الدينية وغير الدينية. ودعت بريطانيا أيضاً الدول الأخرى للمساعدة في استيعاب لاجئين أفغان.
إدارة بايدن تسعى لعرقلة المساعدات
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأربعاء 18 أغسطس/آب 2021، نقلاً عن مسؤول بوزارة الخزانة الأمريكية لم تذكر اسمه، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تريد منع طالبان من الحصول على تمويل طارئ تزيد قيمته على 400 مليون دولار، من المقرر أن يفرج عنه صندوق النقد الدولي لأفغانستان خلال أيام.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه موقع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير نُشر الثلاثاء 17 أغسطس/آب 2021، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أوقفت شحنة نقود بمئات الملايين من الدولارات كانت متجهة إلى أفغانستان، بينما كان مقاتلو طالبان على وشك السيطرة على العاصمة كابول، وذلك لإبعاد تلك الأموال عن أيدي الحركة.
وكذلك فقد قالت الصحيفة إن الولايات المتحدة تحظر أيضاً وصول طالبان إلى الحسابات الحكومية، التي يديرها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنوك الأمريكية الأخرى، وتعمل على منع وصول الجماعة إلى ما يقرب من نصف مليار دولار من الاحتياطيات في صندوق النقد الدولي.
كما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير نشرته الثلاثاء 17 أغسطس/آب 2021، عن مصدرين قولهما إن إدارة بايدن "جمدت احتياطيات الحكومة الأفغانية المالية، المودعة في الحسابات المصرفية الأمريكية". وأفاد مسؤول بالإدارة الأمريكية بأن "أي أصول للبنك المركزي تمتلكها الحكومة الأفغانية في الولايات المتحدة لن تكون متاحة لطالبان".
كما ذكرت "وول ستريت جورنال" أن هذه الإجراءات تمثل "آخر بقايا النفوذ الدبلوماسي الذي تأمل واشنطن أن يساعد في منع تفاقم الأزمة السياسية والإنسانية" بأفغانستان.