طالب أحمد مسعود، نجل القائد الأفغاني أحمد شاه مسعود، الذي اغتاله تنظيم القاعدة في 2001، بدعم أمريكي بالأسلحة والذخائر للميليشيا التي يقودها في أفغانستان من أجل مقاومة طالبان التي استعادت السلطة في كابول، وناشد الغرب التوسط له لدى واشنطن.
القائد الأفغاني قال في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الأربعاء 18 أغسطس/آب 2021: "ما زال بإمكان أمريكا أن تكون ترسانة كبيرة للديمقراطية" عبر دعم مقاتليه المجاهدين"، الذين أصبحوا مستعدين مرة أخرى لمواجهة طالبان.
كان أحمد شاه مسعود من أبطال المقاومة ضد السوفييت وقاتل طالبان. وقد اعتبر بطلاً قومياً بموجب مرسوم رئاسي في 2019 وإن كانت قوات "أسد بانشير" تركت ذكريات متضاربة لدى سكان كابول الذين علقوا مطلع تسعينات القرن الماضي في القتال بين المجاهدين المتنافسين.
مقاومة "المجاهدين" لحركة طالبان
في مقاله الذي نشره في "واشنطن بوست"، كتب أحمد مسعود أنه في عام 1998، عندما كان في التاسعة من عمره، جمع والده جنوده في كهفٍ بوادي بنجشير شمالي أفغانستان؛ حيث جلسوا واستمعوا إلى صديق والده، الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي، يخاطبهم. وقال ليفي: "عندما تقاتل من أجل حريتك، فإنك تقاتل أيضاً من أجل حريتنا جميعاً".
حسب مسعود، فإن والده لم ينسَ هذا قط في حربه ضد نظام طالبان. حتى لحظة اغتياله في 9 سبتمبر/أيلول 2001، "بأمر من طالبان والقاعدة، لم يكن يقاتل من أجل مصير أفغانستان، بل من أجل الغرب أيضاً".
الآن أصبح هذا الصراع المشترك، في ظل هذه الساعات المظلمة والمتوترة التي حلّت على وطني، ضرورياً أكثر من أي وقت مضى.
أحمد مسعود عبر عن استعداده لاتباع خُطى والده، مع مقاتلي "المجاهدين" المستعدين لمواجهة طالبان مرة أخرى، وقال: "لدينا مخازن الذخيرة والأسلحة التي جمعناها بصبر منذ عهد والدي؛ لأننا علمنا أنَّ هذا اليوم قد يأتي".
في حاجة لدعم غربي بالأسلحة
أشار أيضاً إلى أن لدى حركته الأسلحة التي يحملها الأفغان الذين استجابوا خلال الساعات الـ72 الماضية لندائه للانضمام إلى المقاومة في بنجشير.
قال أيضاً: "لدينا جنود من الجيش النظامي الأفغاني اشمأزوا من استسلام قادتهم وهم يشقون طريقهم الآن إلى تلال بنجشير بمعداتهم. وانضم إلينا كذلك أعضاء سابقون في القوات الخاصة الأفغانية إلى نضالنا".
لكن بالنسبة للقائد الأفغاني، فإن هذا ليس كافياً، وقال: "إذا شن أمراء الحرب من طالبان هجوماً، فسيواجهون بالطبع مقاومة شديدة منا. وسيرتفع علم جبهة المقاومة الوطنية على كل موقع يحاولون الاستحواذ عليه، مثلما رفرف علم الجبهة الوطنية المتحدة قبل 20 عاماً".
أضاف قائلاً: "لكننا نعلم أنَّ قواتنا العسكرية ولوجستياتنا لن تكون كافية، وستُستنزَف بسرعة ما لم يجد أصدقاؤنا في الغرب طريقة لتزويدنا بها دون تأخير".
أحمد مسعود يطلب مساعدة بايدن
كما ناشد أحمد مسعود مَن وصفهم بأصدقاء أفغانستان في الغرب للتوسط له في واشنطن ونيويورك، مع الكونغرس ومع إدارة بايدن. والتوسط في لندن، حيث أكمل دراسته، وفي باريس، "حيث أُحيت ذكرى والدي هذا الربيع من خلال تسمية مسارٍ باسمه في حدائق الشانزليزيه".
القائد الأفغاني قال إنَّ طالبان ليست مشكلة للشعب الأفغاني وحده، "إذ تحت سيطرة طالبان، ستصبح أفغانستان بلا شك ساحة للإرهاب الإسلاموي المتطرف، وحاضنة للمؤامرات ضد الديمقراطيات مرة أخرى".
بغض النظر عمّا يحدث، يقول أحمد مسعود، سوف ندافع أنا والمجاهدون عن بنجشير باعتبارها آخر معقل للحرية الأفغانية. معنوياتنا قوية. ونعلم من التجربة ما ينتظرنا، "لكننا بحاجة إلى المزيد من الأسلحة والذخيرة، وإمدادات إضافية".
كما قال إن أمريكا وحلفاءها الديمقراطيين لا يشتركون مع الأفغان في محاربة الإرهاب فحسب؛ "إذ صار يجمعهم تاريخ طويل مكون من مُثُل مشتركة ونضالات. ولا يزال هناك الكثير الذي يمكنهم فعله لمساعدة قضية الحرية. فهم أملنا الوحيد الباقي".