قالت دبلوماسية أمريكية بارزة، الأربعاء 18 أغسطس/آب 2021، إن الولايات المتحدة تتوقع من طالبان السماح للأفغان الراغبين في مغادرة البلاد بالرحيل بأمان، في أعقاب تقارير تفيد بأن الحركة التي تسيطر الآن على البلاد تمنع المواطنين من الوصول إلى المطار.
إذ أصبحت عمليات إجلاء آلاف الأمريكيين من دبلوماسيين ومدنيين إضافة إلى المواطنين الأفغان الذين عملوا مع الحكومة الأمريكية، أكثر صعوبة منذ استيلاء طالبان على السلطة هذا الأسبوع.
انتقادات لبايدن
في المقابل اضطر الرئيس جو بايدن، الذي تلقى سيلاً من الانتقادات في بلاده وفي الخارج بسبب الطريقة التي أنهت بها الولايات المتحدة حرباً استمرت 20 عاماً بأفغانستان، إلى إرسال تعزيزات عسكرية أمريكية؛ للمساعدة في عمليات الإجلاء.
من جانبها قالت ويندي شيرمان، نائبة وزير الخارجية الأمريكي، للصحفيين في مؤتمر صحفي، إن رحلات عسكرية أمريكية أجْلت نحو 2000 شخص آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، لكن طالبان تعرقل- فيما يبدو- هذه الجهود.
تابعت شيرمان: "تلقينا تقارير تفيد بأن طالبان تمنع الأفغان الراغبين في مغادرة البلاد من الوصول إلى المطار، عكس تصريحات (مسؤوليها) العلنية والتزاماتهم تجاه حكومتنا".
انتقام طالبان
في حين قالت شيرمان إن الولايات المتحدة ستضاعف عدد الموظفين القنصليين في كابول بحلول يوم الجمعة؛ لمساعدة أكبر عدد من الناس الذين قد يكونون هدفاً لانتقام طالبان، على الخروج من البلاد بأمان قدر الإمكان.
يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه مسؤول بوزارة الخزانة الأمريكية، إن الوزارة تتخذ خطوات لمنع طالبان من الوصول إلى نحو 455 مليون دولار قيمة مخصصات جديدة في صندوق النقد الدولي، من المنتظر أن تكون متاحة لأفغانستان، الأسبوع القادم.
فيما لم يقدم المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، تفاصيل بشأن الإجراءات المحددة التي تتخذها الخزانة الأمريكية والتي تأتي في أعقاب رسالة من مشرعين جمهوريين تحث وزيرة الخزانة، جانيت يلين، على "التدخل" لدى صندوق النقد؛ لضمان ألا تكون أي من حقوق السحب الخاصة في الصندوق متاحة لـ"طالبان".
كذلك من المنتظر أن يستكمل صندوق النقد، يوم الإثنين، تخصيص حقوق سحب خاصة، بقيمة 650 مليار دولار، للدول الأعضاء المئة والتسعين بالتناسب مع حيازاتها في الصندوق.
زيادة المخصصات
من ناحية أخرى تهدف زيادة المخصصات إلى تعزيز ميزانيات الدول الأكثر فقراً التي تضررت بشدة من جائحة فيروس كورونا. وعلى أساس حصتها في الصندوق البالغة 0.07%، فإن أفغانستان من المنتظر أن تحصل على نحو 455 مليون دولار.
في حين لم يتضح حتى اليوم عدد الدول الأعضاء في صندوق النقد التي ترفض الاعتراف بـ"طالبان" كحكومة شرعية لأفغانستان.
في المقابل قال مسؤولون أفغان وأمريكيون إن معظم أصول البنك المركزي الأفغاني، البالغة نحو عشرة مليارات دولار، موجودة خارج أفغانستان، مما يجعلها بعيدة عن متناول طالبان. وقال مسؤول بإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن أي أصول للبنك المركزي الأفغاني محتفظ بها في الولايات المتحدة لن تكون متاحة لـ"طالبان".