وصل سالم مبارك آل شافي، السفير الجديد لقطر لدى مصر، الثلاثاء 17 أغسطس/آب 2021، إلى العاصمة القاهرة، لتسلم مهام عمله الجديد، وذلك بعد غياب دام أكثر من أربع سنوات عقب سحب سفيري مصر وقطر من الدوحة والقاهرة بعد الأزمة التي افتعلتها دول الحصار ضد قطر منتصف عام 2017.
حيث أفادت وسائل إعلام مصرية، من بينها الموقع الإلكتروني لصحيفة الجمهورية المصرية (مملوكة للدولة)، وصدى البلد (خاصة)، أن "السفير القطري وصل الثلاثاء قادماً من الدوحة، لتسلم مهام عمله".
كان في استقبال السفير القطري "السفير حاتم النشار، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون المراسم".
من المقرر أن يقدم السفير القطري الجديد "أوراق اعتماده خلال الأيام المقبلة، تمهيداً لبدء مهام عمله الدبلوماسي بشكل رسمي"، وفق المصدرين ذاتهما.
أما من الدوحة، فقال الإعلامي القطري البارز، جابر الحرمي، عبر حسابه الموثق بـ"تويتر": "بعد غياب 4 سنوات، سفير قطر الجديد لدى مصر سالم مبارك آل شافي يصل القاهرة لمباشرة مهام عمله".
أضاف الحرمي: "العلاقات القطرية-المصرية تشهد تقدماً ملحوظاً بعد اتفاق العلا"، مشيراً إلى أن "مصر أرسلت سفيرها للدوحة وباشر مهام عمله في يونيو/حزيران الماضي".
فيما لم يصدر عن الجانبين المصري أو القطري بيان رسمي حول وصول السفير الجديد للدوحة، حتى الساعة 21:04 ت.غ.
بيان العُلا
يأتي هذا القرار بعدما شهدت العلاقات المصرية-القطرية خطوات إيجابية في طريق عودتها، بعد توقيع "بيان العلا"، في يناير/كانون الثاني الماضي بالسعودية، والذي أسدل الستار على أزمة بين قطر وكل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين.
كان الديوان الأميري قد أعلن أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عيّن الخميس 29 يوليو/تموز 2021، سفيرين إلى مصر وليبيا، وذلك في إطار الجهود نحو تحسين العلاقات مع بعض دول المنطقة.
يشار إلى أن القاهرة عيّنت، في يونيو/حزيران الماضي، سفيراً لدى قطر، بعد تحرك مماثل من الرياض.
منذ إعلان المصالحة، أشادت القاهرة والدوحة، في أكثر من مناسبة، بتطور العلاقات بينهما.
أما في مارس/آذار الماضي، فقد زار وزير خارجية قطر القاهرة، للمرة الأولى منذ منتصف 2017، وفي يونيو/حزيران الماضي، زار نظيره المصري سامح شكري الدوحة، في أول زيارة من نوعها لهذا البلد الخليجي منذ 8 سنوات.
كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، استقبل وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في 25 مايو/أيار الماضي؛ حيث سلمه الأخير رسالة من أمير قطر تضمنت دعوة لزيارة الدوحة، وفق بيان للرئاسة المصرية آنذاك.
كانت كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين قطعت علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً وبحرياً، بزعم دعمها للإرهاب، وهو ما نفته الدوحة، معتبرةً إياه "محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل".
يشار إلى أنه منذ 27 أبريل/نيسان الماضي، شارك مسؤولون مصريون حاليون وسابقون في مداخلات هاتفية مع قناة "الجزيرة" القطرية، في إشارة إلى بدء "تطبيع إعلامي" يلاحق ركب نظيره السياسي.
جاء ذلك بعدما حظرت السلطات المصرية قناة "الجزيرة"، عقب الانقلاب الذي وقع في صيف عام 2013، واتهمتها آنذاك بـ"التحريض على الكراهية وتشكيل خطر على الأمن القومي"، أعقبت ذلك حملة هجوم واسعة شنتها وسائل إعلام مصرية ضد قطر وقناتها الأكثر شهرة وشعبية "الجزيرة".
وفي تطور لافت، ظهرت مراسلة قناة "الجزيرة"، شيرين أبوعاقلة، السبت 31 يوليو/تموز 2021، في بث مباشر من داخل العاصمة المصرية القاهرة، وذلك خلال تغطيتها للزيارة التي كان يجريها وزير الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة، لمصر، في ظل أحاديث متواترة عن وساطة ستقوم بها الجزائر بين الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا، بشأن أزمة "سد النهضة".