قال مسؤول من حركة طالبان، الأربعاء 18 أغسطس/آب 2021، إن قادة الحركة الأفغانية سيظهرون أنفسهم للعالم، على النقيض مما كان الحال عليه قبل 20 عاماً عندما كان قادة الحركة يعيشون بشكل كبير في أماكن سرية.
قال المسؤول الكبير، الذي طلب عدم نشر اسمه، لوكالة رويترز: "بالتدريج سيرى العالم كل قادتنا ولن يكون هناك تخفّ أو سرية".
كما أضاف أن أعضاء الحركة صدرت لهم أوامر بعدم الاحتفال باجتياحهم الخاطف للبلاد، والذي أخذهم إلى العاصمة كابول يوم الأحد 15 أغسطس/آب، وأضاف أن على المدنيين أن يسلموا أسلحتهم وذخيرتهم.
تصريحات المسؤول في حركة طالبان تأتي في ظل تبني الحركة لهجة تصالحية وبعثها برسائل طمأنة للداخل والخارج، تؤكد من خلالها أنها تريد تغيير المواقف القديمة من الحركة، خاصة بالنسبة للدول الغربية.
من هم أبرز قادة طالبان؟
أدت التطورات إلى ظهور جيل جديد من قادة طالبان، الذين عاصروا مؤسس الحركة الملا عمر ولكنهم مختلفون. وحالياً يقود طالبان الملا هيبة الله أخوند زاده، في حين يرأس الملا عبدالغني برادر، وهو أحد مؤسسي الحركة، جناحها السياسي.
يعد الملا هيبة الله أخوند زاده الأرفع مكانة بين قادة طالبان والأكثر غموضاً. عُيِّن زاده قائداً لحركة طالبان في مايو/أيار عام 2016 أثناء انتقال سريع للسلطة، بعد أيام على وفاة سلفه أختر محمد منصور الذي قُتل في غارة لطائرة أمريكية مسيرة في باكستان.
قبل تعيينه، لم يكن يُعرف سوى القليل عن أخوند زاده الذي كان اهتمامه منصباً حتى ذلك الحين على المسائل القضائية والدينية أكثر من فن الحرب.
تولى أخوند زاده المهمة الحساسة المتمثلة بتوحيد طالبان بعد وفاة الملا منصور، وكشف عن إخفاء الحركة لسنوات وفاة مؤسسها الملا محمد عمر، وقد نجح في تحقيق وحدة الحركة، وكان يميل إلى التحفظ مكتفياً ببث رسائل سنوية نادرة في المناسبات الدينية، وقد بايعه على الفور أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة.
الزعيم الفعلي لطالبان
برز عبدالغني برادر، القائد الفعلي لحركة طالبان، كزعيم منتصر بلا منازع في الحرب التي استمرت 20 عاماً، حسبما ورد في تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.
كانت باكستان قد أطلقت سراح برادر قبل 3 سنوات بناء على طلبٍ من الولايات المتحدة الراغبة في تسريع محادثات السلام الأفغانية وقتها.
في حين أن هيبة الله أخوند زاده هو الزعيم العام لحركة طالبان، فإن برادر هو زعيمها السياسي وأكثر قادة طالبان علانية.
قيل إن برادر توجه من مكتبه في الدوحة إلى كابول مساء الأحد 15 أغسطس/آب، وقال في بيان متلفز عن سقوط كابول إن الاختبار الحقيقي لحركة طالبان ما زال في بدايته، وإن عليهم أن يكونوا في خدمة الأمة.
الجناح المتطرف والأكثر قوة
سراج الدين حقاني هو نجل أحد أشهر قادة الجهاد ضد السوفييت جلال الدين حقاني، وهو واحد من أبرز قادة طالبان، إذ يعد الرجل الثاني في الحركة وزعيم الشبكة القوية التي تحمل اسم عائلته.
تعتبر واشنطن شبكة حقاني التي أسسها والده إرهابية وواحداً من أخطر الفصائل التي تقاتل القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العقدين الماضيين في أفغانستان.
شبكة حقاني معروفة باستخدامها العمليات الانتحارية، ويُنسب إليها عدد من أعنف الهجمات في أفغانستان في السنوات الأخيرة.
وريث للمؤسس وقيادة رمزية
الملا يعقوب هو نجل الملا محمد عمر ورئيس اللجنة العسكرية التي تتمتع بنفوذ كبير في طالبان، حيث تقرر التوجهات الاستراتيجية للحرب ضد الحكومة الأفغانية.
يشكل ارتباطه بوالده، الذي كان مقاتلو الحركة يبجلونه كزعيم لحركتهم، عامل توحيد لحركة واسعة ومتنوعة إلى هذا الحد. مع ذلك، ما زال الدور الذي يلعبه داخل الحركة موضع تكهنات، ويعتقد بعض المحللين أن تعيينه رئيساً لهذه اللجنة في 2020 كان مجرد إجراء رمزي.