وصل نائب زعيم طالبان الملا عبدالغني برادر، الثلاثاء 17 أغسطس/آب 2021، إلى مدينة قندهار، العاصمة السابقة للحركة، بعد يومين من سيطرة الحركة التي شارك في تأسيسها بالبلاد بعد تهجير دام لـ20 عاماً.
متحدث باسم حركة طالبان كتب في تغريدة على "تويتر" أن برادر وصل مع وفد رفيع المستوى "بعد ظهر اليوم إلى بلدهم الحبيب" آتين من قطر.
الملا وصل من قطر، حيث أدار المفاوضات لسنوات مع الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة الأفغانية، فيما تشير عودته إلى عودة قوية للتنظيم إلى السلطة بعد 20 عاماً من الإطاحة به، فيما اعتبرت صحف أجنبية بينها صحيفة Financial Time البريطانية أن عودة الملا برادر إلى قندهار مؤشر على إمكانية تسلّمه دوراً قيادياً بارزاً في أفغانستان.
وهبط الملا عبدالغني في مدينة قندهار ثاني أكبر مدينة في البلاد والمعقل الروحي لحركة طالبان إبان الحكم السابق لهم حيث رحب به الآلاف ومن المتوقع أن يكون الزعيم الفعلي لأفغانستان بعد 20 عاماً من المنفى.
واختار عبدالغني برادر قندهار لدلالتها الرمزية لطالبان حيث شهدت المدينة مولد الحركة وشكلت عاصمة لحكمهم عندما كانوا في السلطة بين عامَي 1996 و2001.
اجتماعات في قندهار
وعقب وصوله إلى قندهار عقد الملا عبدالغني برادر اجتماعات مع زعماء القبائل وعلماء الدين، في حين قال مسؤول بالحركة إن قادة طالبان لن يظلوا خلف جدار من السرية والتخفي، وأشار إلى أنهم يتحاورون مع مسؤولي الحكومة السابقين.
وأفاد موقع الجزيرة الإخباري نقلاً عن مصادر في قندهار بأن برادر وقادة آخرين من طالبان يبحثون مع شيوخ قبائل تشكيل نظام شامل، حسب قولهم.
ويُشار إلى أن هذه المرة الأولى التي يعود فيها زعيم كبير من الحركة علناً إلى أفغانستان، منذ أن أطاح بالحركة تحالف تقوده الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
من هو الملا عبدالغني؟
عبدالغني برادر مولود في ولاية أروزغان (جنوب البلاد) ونشأ في قندهار، أحد مؤسسي حركة طالبان مع الملا عمر قائده الأول الذي توفي عام 2015 حيث قاتل الاثنان سوياً ضد السوفييت، ولاحقاً ضد الأمريكيين أيضاً.
وعام 2001، بعد التدخل الأمريكي وسقوط نظام طالبان، كان ضمن مجموعة صغيرة من المسلحين المستعدين للتوصل إلى اتفاق يعترفون فيه بإدارة كابول لكن هذه المبادرة باءت بالفشل.
ويُنظر إلى برادر على أنه أحد مؤسسي الحركة ونائب رئيس الحركة، وعلى أنه قائد محتمل مستقبلي لأفغانستان، وسُجن الملا في باكستان عام 2010 وأفرج عنه بناء على طلب إدارة ترامب في عام 2019 إلى قطر، كان يتفاوض مع واشنطن وكابول أثناء احتلال مقاتليه لأفغانستان، والمحارب المخضرم الذي أصبح دبلوماسياً قد يقود النظام الجديد: "الآن يبدأ الاختبار".
ثم اعتقلته القوات الباكستانية عام 2010 وأفرجت عنه من السجن عام 2019 بناء على طلب إدارة ترامب، التي اعتبرته الحل لبدء لمحادثات السلام.
سيطرة طالبان
وبعد عشرين سنة تقريباً على طردها من السلطة حققت طالبان انتصاراً بسيطرتها على كابول مع انهيار القوّات الحكوميّة، وغياب الدعم الأمريكي.
أقرّ الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي فرّ إلى خارج أفغانستان، مساء الأحد، بأنّ "حركة طالبان انتصرت"، في حين أظهرت مشاهد تلفزيونيّة مقاتلين من الحركة وهم يحتفلون بـ"النصر" من القصر الرئاسي في كابول.
كما أعلن المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، عبر تويتر، أن "وحدات عسكرية من إمارة أفغانستان الإسلامية دخلت مدينة كابول لضمان الأمن فيها".
من جهتها، كشفت حركة طالبان أنها ستعلن قريباً "إمارة أفغانستان الإسلامية" من القصر الرئاسي في العاصمة كابول، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
فقد استولت طالبان على كل أفغانستان تقريباً، فيما يزيد قليلاً عن أسبوع، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى ما يقرب من 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
ومنذ مايو/أيار الماضي، بدأت طالبان توسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية، المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.