قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الإمارات ستقوم قريباً باستثمارات كبيرة في بلاده. جاء ذلك خلال لقاء متلفز بالعاصمة أنقرة، عقب ساعات من لقاء نادر له مع مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، الأربعاء 18 أغسطس/آب 2021.
كذلك أضاف أردوغان أن دولة الإمارات لديها أهداف وخطط استثمارية جادة للغاية في تركيا، مشيراً الى أن بلاده والإمارات كانت على تواصل في الأشهر الماضية وتمكنت من إحراز بعض التقدم.
الاستثمار الإماراتي في تركيا
أضاف أردوغان أنه ناقش الاستثمار في تركيا مع مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مشيراً إلى أنَّ تقدُّم المحادثات بصورة جيدة يعني أن الإمارات ستكون لها "استثمارات ضخمة" في تركيا.
كما تابع الرئيس التركي، وفق تقرير شبكة رويترز، قائلاً إنه منفتح على لقاء ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
كانت وكالة أنباء الإمارات قد ذكرت، الأربعاء، أن أردوغان ومستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، بحثا سبل تحسين العلاقات بين البلدين وضمن ذلك التجارة وفرص الاستثمار.
العلاقات الثنائية
حيث أفاد بيان صادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، بأن الجانبين بحثا العلاقات بين البلدين وقضايا إقليمية. وأشار إلى أن أردوغان وآل نهيان تناولا خلال اللقاء استثمارات الإمارات في تركيا.
تأتي هذه الخطوة النادرة بعد أشهر قليلة من تصريحات لافتة عقب المصالحة الخليجية، حيث أعلن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أن بلاده تريد "علاقات طبيعية مع تركيا"، متحدثاً عن "مؤشرات مشجعة" لتحقيق ذلك. وقال قرقاش، في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية" نُشرت مساء الأحد 10 يناير/كانون الثاني 2021: "نريد أن نقول لتركيا إننا نريد علاقات طبيعية تحترم السيادة بيننا وبينها".
كما شدد الوزير الإماراتي: "لا يوجد لدينا أي سبب لكي نختلف مع تركيا، فلا توجد مشكلة. ونرى اليوم أن المؤشرات التركية الأخيرة مثل الانفتاح مع أوروبا، مشجعة".
لكنه استدرك قائلاً: "نريد لأنقرة ألا تكون الداعمَ الأساسي للإخوان المسلمين. نريد لأنقرة أن تعيد البوصلة في علاقاتها العربية".
شريك أساسي
جاءت هذه التصريحات بعد تصريحات مشابهة لقرقاش، خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم 7 يناير/كانون الثاني، قال فيها إن بلاده تُعتبر "الشريكَ الأساسي رقم واحد" لتركيا في الشرق الأوسط، مبيناً أن الإمارات "لا تعتز بأي عداء" مع أنقرة.
في المقابل تشهد العلاقات بين الإمارات وتركيا توتراً على خلفية قضايا عدة، بينها الأزمات في سوريا واليمن وخاصةً ليبيا، حيث تدعم أنقرة حكومة الوفاق الوطني السابقة ورئيسها فايز السراج، بينما تؤيد أبوظبي "الجيش الوطني الليبي" بقيادة خليفة حفتر.
كما يعود التوتر بين البلدين إلى قضية علاقات الحكومة التركية مع جماعة "الإخوان المسلمين" التي تعاديها السلطات الإماراتية.
حيث تكتسب هذه التصريحات أهمية خاصة، بالنظر إلى أن أبوظبي الطرف الأكثر نشاطاً في ممارساته ضد تركيا بين المحور الثلاثي: مصر والسعودية والإمارات.
عداء واضح
كما بدا أن عداء الإمارات لتركيا والإسلاميين هو دافع سعي أبوظبي لمناوءة تركيا في كل مكان، فإضافة إلى الدعم الإماراتي لحفتر في مواجهة حكومة الوفاق المدعومة من تركيا وقطر، فإن الإمارات شاركت في مناورات جوية مع اليونان وفرنسا في ذروة التوتر بين أثينا وباريس وأنقرة.
كذلك شاركت الإمارات في إصدار بيان وزاري في مايو/أيار 2020 مع مصر وقبرص واليونان وفرنسا، انتقد أنشطة تركيا بالبحر المتوسط، وهو ما بدا أمراً لافتاً بالنظر إلى أن الإمارات هي الدولة الوحيدة الموقعة على البيان التي ليست مطلة على حوض البحر المتوسط؛ بل هي بعيدة عنه كل البعد.
بل وصل الأمر بالإمارات إلى الخروج على الثوابت العربية، لاسيما الخليجية، بدعم نظام بشار الأسد الذي قام بتهجير ديمغرافي لسُنة سوريا، إضافة إلى كونه تابعاً في المحور الذي تقوده إيران التي تحتل الجزر الإماراتية الثلاث.