70 عاماً ليعيد الصنوبر إنتاج العسل بتركيا وخسائر لأجود زيتون بالجزائر..الحرائق تضيَّع ثروات اقتصادية

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/18 الساعة 10:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/18 الساعة 10:55 بتوقيت غرينتش
الحرائق في تركيا/ الأناضول

امتدت حرائق الغابات في العديد من دول العالم في قارات أمريكا وأوروبا وإفريقيا وآسيا، وتجاوز عدد الحرائق هذا العام متوسط عددها في السنوات السابقة في الكثير من الدول، وشهد الصيف الجاري نشوب حرائق عاتية في مناطق مختلفة من العالم، خاصة في مناطق الشرق الأوسط؛ حيث عانت دول مثل تركيا واليونان والجزائر وتونس ولبنان من ظاهرة الحرائق التي عزاها علماء إلى الاحتباس الحراري، بينما يعتقد آخرون أنها حرائق مفتعلة.

وسواء كانت مفتعلة في مناطق أو بسبب الاحتباس الحراري في مناطق أخرى، فالمحصلة أن الحرائق تسببت في خسائر فادحة على المستويين البيئي والاقتصادي في بعض المناطق أهمها تركيا والجزائر. 

iStock/ حرائق الغابات
iStock/ حرائق الغابات

70 عاماً ليعيد النحل إخراج الصنوبر.. 

ففي تركيا أتت النيران على أشجار الصنوبر، ومنها ينتج أغلب ما يعرف بـ"عسل الصنوبر" في العالم، وهو نوع مميز من العسل يعتمد على منظومة بيئية دقيقة تجمع بين الأشجار وحشرات خاصة والنحل الذي يستقي العصارة من تلك الحشرات التي تعيش على الصنوبر. تنتج تركيا أغلب عسل الصنوبر في العالم، يأتي معظمه من تلك المنطقة التي اشتعلت النيران فيها، لكن الإشكالية تأخذ منحنى أكبر، فشجر الصنوبر يحتاج عمراً أكبر من عمر الإنسان حتى يستعيد إنتاجه.

يأتي عسل الصنوبر نتيجة منظومة بيئية كاملة، تعمل فيها الحشرات، يجمع فيها النحل إفرازات حشرة تعيش على شجر الصنوبر، يحتوي الإفراز على عصارة الصنوبر التي تتحول إلى عسل، يحتاج الصنوبر من 60 إلى 70 عاماً لاكتساب الخصائص التي تعطي العسل من جديد، ولكي تسكنها الحشرات مرة أخرى لتحصل هذه العملية الحيوية. 

تبلغ مساحات الغابات في تركيا 22.7 مليون هكتار، 12.5 مليون هكتار من هذه المساحات مغطاة بأشجار حرجية حساسة للحرائق. تبدأ مناطق الغابات الحساسة للحرائق من مرعش وتمتد إلى أضنة وعثمانية ومرسين وأنطاليا وموغلا وصولاً إلى إزمير و جناق قلعة وتراقيا، فضلاً عن أن غالبية أشجار هذه الغابات تتكون من أشجار الصنوبر الأحمر سريعة الاشتعال.

وبحسب إحصاءات وزارة البيئة التركية، بلغ المعدل السنوي لعدد حرائق الغابات في تركيا بين عامي 2011 و2020 نحو ألفين و631 حريقاً، فيما بلغ متوسط ​​مساحة الغابات المحترقة نحو 9 آلاف و96 هكتاراً (الهكتار= 10.000 متر مربع).

وفي العام الماضي فقط، ارتفع عدد حرائق الغابات داخل تركيا إلى 3 آلاف و399 حريقاً، ووصلت مساحة الغابات المحترقة إلى نحو عشرين ألفاً و971 هكتاراً، وشهد عام 2020 زيادة ملحوظة في عدد الحرائق بنسبة تجاوزت 29% ونحو 131% في مساحة الغابات التي فقدتها تركيا. فيما تم إنفاق ما يقرب من 800 مليون ليرة تركية لإخماد حرائق الغابات وإعادة التشجير.

وفقاً للتقديرات الأولية لجمعية الحراجين التركية، فإن الحرائق التي التهمت أكثر من 10 آلاف هكتار من الأراضي في منطقة "مانافجات" وحدها، قضت على ما لا يقل عن 5 هكتارات من أراضي الغابات في المنطقة.

الغابات والصنوبر ليسا وحدهما ضحية النيران، فالحيوانات والطيور في أعقاب الحرائق الهائلة التي تستمر لأيام وفي بعض الأوقات لأسابيع، قد تكون صعبة في إحصاء خسائرها 

يقول نائب رئيس جمعية الغابات التركية، هسريف أوزكار، لموقع خبر ترك، إن عملية استعادة الغابات التركية خضارها مجدداً طويلة، فحياة الإنسان لا تكفي لأن يراه مجدداً، ربما نحتاج إلى جيلين.

حرائق الزيتون في الجزائر..

تعتبر ولاية تيزي وزو واحدة من أهم مصادر زراعة الزيتون وإنتاج الزيت في الجزائر، وتقدر أعداد أشجار الزيتون المزروعة في جبالها بنحو 4 ملايين ونصف المليون شجرة، أنتجت نحو 20 مليون لتر من الزيت الأعلى جودة، في العام 2020. وحين اشتعلت النيران دخل أهالي المنطقة بين ألسنة النار لينقذوا مواشيهم ومزروعاتهم وأشجار الزيتون، فذهب ضحية الحرائق أزيد من 37 مدنياً و28 عسكرياً هبّوا لإنقاذ العائلات العالقة.

وحسب الإحصاءات فإن الحرائق أتت على 20 ألف هكتار، في الولاية التي تبلغ مساحتها الحضرية والمزروعة نحو 38 ألف هكتار.

تحميل المزيد