كشفت وسائل إعلام أفغانية، الثلاثاء 17 أغسطس/آب 2021، أن الرئيس أشرف غني، الذي فرّ من البلاد بعد سيطرة طالبان، استقرّ برفقة عائلته في الإمارات، مروراً بطاجيكستان وسلطنة عمان.
كما أكد موقع Kabul News أن الرئيس الهارب استقرّ في أبوظبي بعد أن غادر البلاد في 15 أغسطس/آب.
وأضافت القناة في خبرها الذي قالت إنه "حصري": "قيل في البداية إن أشرف غني قد فرّ من طاجيكستان إلى عُمان، لكن مصدراً أخبر كابل نيوز بأنه يقيم في أبوظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة".
ويأتي هذا بعد أن كشفت سفارة روسيا في كابول، الإثنين 16 إن أشرف غني هرب من البلاد بأربع سيارات محمّلة بالمال، وحينما لم يكن هناك متسع لبقية النقود في طائرة الهليكوبتر التي أقلته تركها على مدرجات المطار وطار.
كان غني، الذي لا يُعرف مكانه الحالي، قد قال في أول تصريح مساء الأحد إنه غادر البلاد لتجنب إراقة الدماء مع دخول حركة طالبان القصر الرئاسي في العاصمة كابول.
من جانبها، قالت روسيا إنها ستحتفظ بوجود دبلوماسي لها في كابول وتأمل في تطوير العلاقات مع طالبان، لكنها لن تتسرع في الاعتراف بالحركة كحاكم للبلاد وستراقب سلوكها عن كثب.
ونقلت وكالة روسية عن نيكيتا إيشتشنكو، المتحدث باسم السفارة الروسية في كابول، قوله: "أما بالنسبة لانهيار النظام (القديم)، فإنه يتضح بشدة في الطريقة التي هرب بها غني من أفغانستان".
حيث أضاف: "أربع سيارات محمّلة بالمال، حاولوا وضع جزء آخر من المال في طائرة هليكوبتر لكن المساحة لم تسع لكل الأموال. وتُرك بعض المال ملقى على المدرج" وأكد المتحدث باسم السفارة الروسية لرويترز ما ورد في تصريحاته. وذكر أن "شهوداً" هم مصدر معلوماته.
هروب الرئيس
كان الرئيس الأفغاني أشرف غني قد غادر البلاد دون أن يكشف عن مكان تواجده، تزامناً مع دخول قوات حركة طالبان للعاصمة كابول من جانبه، شنّ وزير الدفاع الأفغاني الجنرال بسم الله خان محمدي، هجوماً حاداً على الرئيس أشرف غني، مؤكداً أنه كبّل أيديهم في حين لاذ هو بالفرار خارج البلاد، وقال: "اللعنة على غني وعصابته".
حيث أكد الوزير الأفغاني، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، أن غني وكبار المسؤولين الأفغان قيّدوا أيديهم وراء ظهورهم، و"باعوا الوطن، ثم غادروا البلاد".
جاء هذا التصريح الحاد تزامناً مع دخول مقاتلي حركة طالبان العاصمة كابول، وفي أعقاب سيطرة الحركة على قصر الرئاسة الأفغاني.
سيطرة طالبان
وأقرّ الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي فرّ إلى خارج أفغانستان، مساء الأحد، بأنّ "حركة طالبان انتصرت"، في حين أظهرت مشاهد تلفزيونيّة مقاتلين من الحركة وهم يحتفلون بـ"النصر" من القصر الرئاسي في كابول.
وبعد عشرين سنة تقريباً على طردها من السلطة بات انتصار طالبان العسكري كاملاً مع انهيار القوّات الحكوميّة، في غياب الدعم الأمريكي.
كما أعلن المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، عبر تويتر، أن "وحدات عسكرية من إمارة أفغانستان الإسلامية دخلت مدينة كابول لضمان الأمن فيها".
من جهتها، كشفت حركة طالبان أنها ستعلن قريباً "إمارة أفغانستان الإسلامية" من القصر الرئاسي في العاصمة كابول، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
فقد استولت طالبان على كل أفغانستان تقريباً، فيما يزيد قليلاً عن أسبوع، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى ما يقرب من 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
ومنذ مايو/أيار الماضي، بدأت طالبان توسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية، المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.