دراسة جديدة تحسم الجدل بشأن عدوى الأطفال المصابين بكورونا: ينشرون الفيروس بين أُسرهم أكثر من المراهقين

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/17 الساعة 13:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/17 الساعة 13:37 بتوقيت غرينتش
الأطفال ينشرون كورونا بين اسرهم أكثر من المراهقين/رويترز

نقلت صحيفة The New York Times الأمريكية نتائج دراسة جديدة شاملة أجرتها إحدى هيئات الصحة العامة في كندا، وأظهرت أن احتمال جلب الأطفال الرضع والأطفال الصغار فيروس كورونا إلى المنازل يقل عن المراهقين، ولكن فور إصابتهم بالفيروس تزداد احتمالات نقلهم الفيروس إلى الآخرين داخل المنازل.

وقال الخبراء إن هذه النتائج يمكن إرجاع تفسيرها، على الأقل جزئياً، إلى العوامل السلوكية، مثل أن الأطفال الرضع يحتاجون إلى الكثير من الرعاية التي تتطلب التلامس، ولا يمكن عزلهم حين يمرضون.

والدراسة التي نُشرت في مجلة JAMA Pediatrics يوم الإثنين، 16 أغسطس/آب 2021، لا تحسم الجدل الدائر حول إن كان الأطفال المصابون ينشرون العدوى بالدرجة نفسها مثل البالغين، ولا تشير إلى أن الأطفال الصغار هم من يسببون الجائحة، ولكنها توضح أنه حتى الأطفال الرضع يساهمون في نشر الفيروس.

كورونا دراسة صحة الأطفال
صورة تعبيرية لأطفال متوجهون إلى المدرسة – رويترز

وتقول زوي هايد، خبيرة الأوبئة في جامعة غرب أستراليا، التي لم تشارك في البحث: "هذه الدراسة تُبين لنا أنه حتى أصغر الأطفال ينقلون الفيروس بسهولة" وأضافت: "الملحوظة الأساسية التي أراها مهمة هي أنها تشير بوضوح إلى حدوث انتشار للفيروس داخل المنزل من الأطفال. وهذا يعني أننا بحاجة ماسة إلى التفكير في طريقة لحماية المدارس حين يعاد فتحها قريباً".

وكان بعض العلماء قد أشاروا، خلال الأشهر الأولى للجائحة، إلى أن الأطفال الصغار، على وجه الخصوص، نادراً ما يصابون بالفيروس أو ينقلونه، لكن هذه الملاحظات ربما تكون قد غابت عنها حقيقة أن معظم الأطفال لم يتفاعلوا اجتماعياً خلال هذه الفترة.

فيما تقول الدكتورة تينا هارتيرت، خبيرة الأوبئة التنفسية بجامعة فاندربيلت، التي لم تشارك في الدراسة الجديدة: "أعتقد أنه غابت عنهم حقيقة انعزال الأطفال في المنازل، فقد كانوا يُمنعون حتى من اللعب مع الجيران، ولم يذهبوا إلى المدرسة، أو الحضانة".

وهذه الدراسة الجديدة، التي أجراها باحثون في هيئة الصحة العامة في أونتاريو، تستند إلى سجلات حالات كوفيد-19، وفحوصات فيروس كورونا الإيجابية في أونتاريو في الفترة من 1 يونيو/حزيران وحتى 31 ديسمبر/كانون الأول عام 2020. وحدد الباحثون جميع الفحوصات ذات النتائج الإيجابية المرتبطة بالمنازل الخاصة، ثم حددوا "حالة المؤشر"- أي أول شخص تظهر عليه أعراض كوفيد-19، أو تأتي نتيجة فحصه بالفيروس إيجابية- في كل منزل.

كورونا الأطفال
تأثير كورونا والحجر الصحي على صحة الأطفال، صورة تعبيرية / رويترز

كما ركّز الباحثون على 6280 منزلاً كان أول شخص أصيب فيه بالفيروس تحت سن 18 عاماً، ثم بحثوا عن حالات ثانوية، أو عن آخرين في المنزل نفسه أصيبوا بالمرض في الأسبوعين التاليين لمرض الطفل الأول، ووجدوا أنه في معظم الحالات توقفت سلسلة انتقال الفيروس عند الطفل المصاب، ولكن في 27.3% من المنازل نقل الأطفال الفيروس إلى شخص آخر على الأقل من المقيمين في المنزل.

وكان المراهقون هم من يحضرون الفيروس إلى المنزل في معظم الحالات، إذ شكّل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً 38% من جميع حالات المؤشر. وكان الأطفال الذين يبلغون من العمر 3 سنوات أو أقل هم أول من يصاب بالمرض في 12% فقط من المنازل، لكن احتمالات نقلهم الفيروس للآخرين في منازلهم كانت الأعلى، وازدادت احتمالات انتقال العدوى في المنزل حين كان الأطفال المصابون في الثالثة من عمرهم، عنها مع الأطفال الذين كانت تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً بنسبة 40% تقريباً.

تحميل المزيد