أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء 17 أغسطس/آب 2021، أن موقف واشنطن من الحكومات القادمة في أفغانستان مرهون بـ"سلوك طالبان"، بعد سيطرة الحركة على كامل البلاد بدخولها الإثنين 16 أغسطس/آب العاصمة كابول.
موقف الخارجية الأمريكية يأتي تزامناً مع تواصل إجلاء المئات من الأجانب والأفغان الذين يرغبون في مغادرة البلاد، بينما لم تصدر أي تقارير عن استهداف طالبان للموظفين الأجانب أو البعثات الدبلوماسية الأجنبية في العاصمة كابول.
الموقف الأمريكي من طالبان
قال المتحدث باسم الخارجية، نيد برايس، في تصريحات للصحفيين: "في أفغانستان إذا كانت الحكومة لا تحترم حقوق الإنسان، وتؤوي الإرهابيين فلن نتعاون معها"، وأشار برايس إلى أنهم نقلوا السفارة الأمريكية في كابول إلى مطار حامد كرزاي.
كما أكد أنهم على تنسيق مع شركاء الولايات المتحدة الدوليين، وأنّ وزير الخارجية أنتوني بلينكن أجرى اتصالات هاتفية مع نظرائه، وفي مقدمتهم نظيره التركي.
في رده على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل اعترافها بالرئيس أشرف غني الذي غادر البلاد، أشار برايس إلى أن أفغانستان لم تشهد مراسم انتقال تقليدية للسلطة، وأنّ واشنطن ستتحرك بالتوازي مع المجتمع الدولي للاعتراف برئيس أفغانستان.
فيما لفت إلى أن بلاده تواصل اتصالاتها مع ممثلي "طالبان" في الدوحة، كما أن الجيش الأمريكي يتواصل مع الحركة على الأرض في أفغانستان.
أكد أيضاً أن الولايات المتحدة ستواصل تمثيلها الدبلوماسي في أفغانستان، ما دام مطار حامد كرزاي الدولي آمناً، وأنهم سيتمكنون بذلك من إجلاء عدد كبير من الأفغان ساعدوا الولايات المتحدة طوال الفترة السابقة.
اتصالات مستمرة بين واشنطن وطالبان
بعد الاستيلاء على العديد من عواصم الولايات الاستراتيجية الرئيسية في الأيام الأخيرة، وإجبار القوات الحكومية على الاستسلام أو الفرار، وصل مقاتلو "طالبان" الأحد الماضي إلى العاصمة كابول، وأعلنوا السيطرة على البلاد.
بعد رحيل الرئيس الأفغاني أشرف غني ومساعديه المقربين، شكل الرئيس السابق حامد كرزاي، والسياسي المخضرم قلب الدين حكمتيار وكبير مفاوضي السلام عبدالله عبدالله مجلساً بهدف ضمان انتقال سلس للسلطة.
فيما تعمل الولايات المتحدة من خلال قوة عسكرية قوامها نحو 3 آلاف جندي في مطار كابول على إتمام عمليات نقل الرعايا الأمريكيين والأفغان الذين تعاونوا مع واشنطن.
كما قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الإثنين، إن المفاوضين الأمريكيين ما زالوا على اتصال مع ممثلي حركة طالبان في الدوحة.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قال في إفادة صحفية إن تركيز الدبلوماسية الأمريكية تحول من دعم محادثات السلام إلى تجنب العنف بعدما غادر الرئيس الأفغاني أشرف غني أفغانستان.
عودة الهدوء لمطار كابول
احتشد آلاف المدنيين المستميتين على الفرار من أفغانستان في مطار العاصمة كابول، الإثنين، بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة، وهو ما دفع الجيش الأمريكي إلى تعليق عمليات الإجلاء، قبل أن يعود الهدوء للمطار وتستأنف عمليات الإجلاء صباح الثلاثاء.
إذ تدفقت حشود على المطار سعياً للفرار، ومن بينهم من تعلق بطائرة نقل عسكرية أمريكية بينما كانت تسير على المدرج. وأظهرت لقطات تلفزيونية أن شخصاً واحداً سقط فيما يبدو من الطائرة أثناء الإقلاع.
قال مسؤول أمريكي إن القوات الأمريكية أطلقت النار في الهواء لردع الأشخاص الذين حاولوا شق طريقهم نحو رحلة جوية عسكرية لإجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين وموظفي السفارة.
أفادت أنباء بمقتل خمسة أشخاص على الأقل في الفوضى التي أدت إلى توقف رحلات الإجلاء. وقال شاهد إنه لم يتضح إن كانوا قُتلوا بالرصاص أم خلال تدافع. وقال مسؤول أمريكي لرويترز إن القوات الأمريكية قتلت اثنين من المسلحين هناك خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
فيما ذكر متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن هناك مؤشرات على إصابة أحد أفراد الجيش الأمريكي.