أفادت صحيفة The Washington Post الأمريكية بالعثور على جثة أفغاني كان يحاول يائساً الفرار من كابول بعد سقوطها في أيدي طالبان داخل عدة هبوط إحدى الطائرات، وذلك بعد فترة وجيزة من إقلاع طائرة أمريكية من طراز C-17 من مطار حامد كرزاي الدولي وقد تسببت في تعطل تشغيل عدة الهبوط.
حسب تقرير لصحيفة The Telegraph البريطانية، الثلاثاء 17 أغسطس/آب 2021، فإن السلطات الأمريكية لم تؤكد هذا النبأ بعد، لكنه يأتي في أعقاب مشاهد مروعة لأفغان يتعلقون بالطائرات الأمريكية أثناء مغادرتها مطار حامد كرزاي الدولي يوم الإثنين 16 أغسطس/آب.
واشنطن تحقق في الأمر
فقد أظهرت لقطات فيديو من المطار أيضاً أجساداً تتساقط من الطائرة وتلقى حتفها بعد أن عجز أصحابها اليائسون عن الاستمرار في التشبث بالسطح الخارجي للطائرة.
في السياق نفسه، قال جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن الولايات المتحدة تحقق في تقارير عن وفاة أفغان نتيجة محاولاتهم الهروب على الطائرات المغادرة.
ويقول خبراء إن خطر الوفاة جراء التعلق بالطائرات بغرض الهروب شديد الارتفاع. ففضلاً عن خطر السقوط من السطح الخارجي للطائرة، تنخفض درجة الحرارة إلى 61 درجة مئوية تحت الصفر فور تحليق الطائرة في الجو.
ما يؤدي إلى خطر انخفاض درجة حرارة الجسم، ومن الصعب أن تعمل الرئتان بشكل طبيعي على ارتفاعات عالية، وهو ما قد يؤدي إلى فقدان الشخص الهارب للوعي.
وكان سبعة أشخاص قد لقوا مصرعهم أثناء محاولات الأفغان اليائسة للهروب، حيث تعلق بعضهم بعجلات الطائرات الأمريكية المغادرة. وسقط اثنان منهم ولقيا حتفهما بعد إقلاع الطائرات.
يذكر أن أمريكا نشرت ألف جندي، ونشرت بريطانيا حوالي 200 جندي مساء يوم الإثنين لتأمين المطار خوفاً من استغلال المتطرفين الإسلامويين للثغرات الأمنية وتنفيذ تفجيرات انتحارية.
بايدن يخرج عن صمته
في أول تصريحات له عقب سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإثنين 16 أغسطس/آب 2021، إنه لن يكرر أخطاء الماضي بالبقاء والقتال في صراع ليس في مصلحة الولايات المتحدة، مؤكداً أن "ما حدث بأفغانستان مؤلم لقدامى المقاتلين الأمريكيين الذين عملوا هناك، لكننا لن نواصل القتال بالنيابة عن القوات الأفغانية".
بايدن أضاف، في كلمة متلفزة له من البيت الأبيض: "مهمتنا في أفغانستان لم تكن بناء دولة، بل كانت لمكافحة الإرهاب، ومصلحتنا هي منع الاعتداءات على الأراضي الأمريكية. ونحن قادرون على التحرك في الوقت المناسب، لمواجهة أي تهديد مصدره أفغانستان".
كما أشار إلى أن ما وصفها بـ"التهديدات الإرهابية" كانت الدافعَ الأول لبلاده للتحرك تجاه أفغانستان، منوهاً إلى أنه وفريقه يراقبون الوضع الميداني هناك عن كثب، كاشفاً أنهم ينتقلون إلى تنفيذ الخطط البديلة التي وضعوها، دون أن يوضح أي تفاصيل بخصوص تلك الخطط.
في حين استنكر بايدن موقف الرئيس الأفغاني أشرف غني، وكبار المسؤولين الحكوميين هناك، قائلاً: "الرئيس الأفغاني رفض الانخراط في الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية، والقيادة السياسية لديهم استسلمت وفرَّت من البلاد"، مشيراً إلى أنَّ غني كان "مخطئاً عندما أصر على القدرة على المواجهة العسكرية مع طالبان".
"قرار في الوقت المناسب"
بينما اعتبر الرئيس الأمريكي أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان جاء في الوقت المناسب، واصفاً التطورات بأنها كانت متسارعة بشكل غير متوقع، مشدّداً في الوقت ذاته على أن بلاده أعطت الحكومة الأفغانية كل ما تحتاجه.
بايدن برّر قراره الخاص بالانسحاب من أفغانستان بأنه جاء نتيجة الالتزام الذي قطعه على نفسه تجاه القوات الأمريكية بأنه لن يطلب منهم الاستمرار في المخاطرة بأرواحهم من أجل حرب كان ينبغي أن تنتهي منذ فترة طويلة، وقال: "فعل قادتنا ذلك في فيتنام عندما جئت إلى هنا وأنا شاب. لن أفعل ذلك في أفغانستان.. أعلم أن قراري سيتعرض للانتقاد، لكنني أفضل أن أتلقى كل تلك الانتقادات على نقل هذا القرار لرئيس آخر".
أما تعقيباً على إجلاء بعثاتهم الدبلوماسية ورعاياهم من أفغانستان، فقال: "أغلقنا سفارتنا في كابول، ونقلنا دبلوماسيينا بأمان. وخلال الأيام القادمة سننقل آلاف الأمريكيين من أفغانستان".
كذلك، أشار إلى أن الجيش الأمريكي سيوفر المساعدة في نقل الأفغان المتعاونين مع الولايات المتحدة، التي قال إنها لن تتخلى عن الشعب الأفغاني وتأييد حقوقه.