ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير للدول الأعضاء أن إيران أحرزت تقدماً في تخصيب اليورانيوم على الرغم من تحذيرات الغرب من أن عملاً من هذا القبيل يهدد محادثات إحياء الاتفاق النووي، وفق ما ذكرته رويترز الإثنين 16 أغسطس/آب 2021.
تشدد إيران على أن أهدافها النووية سلمية تماماً وعلى أنها تطور نوعاً جديداً من وقود المفاعلات، بينما تجري طهران وست قوى عالمية محادثات لإنعاش الاتفاق النووي الذي أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة منه قبل ثلاث سنوات قائلاً إنه يخدم مصالح إيران.
غضب أمريكي من خطوة إيران
قالت الوكالة "في 14 أغسطس 2021، تحققت الوكالة من أن إيران استخدمت 257 غراماً من اليورانيوم 235 المخصب حتى 20 في المئة في شكل رابع فلوريد اليورانيوم من أجل إنتاج 200 غرام من معدن اليورانيوم 235 المخصب حتى 20 في المئة".
أضافت أن هذه الخطوة الثالثة في خطة من أربع خطوات من أجل تخصيب اليورانيوم تعمل عليها إيران في هذا الإطار.
فيما أغضب سعي لإيران تخصيب اليورانيوم القوى الأوروبية الثلاث الكبرى والولايات المتحدة، لأن هذه التكنولوجيا ومعرفة كيفية إنتاجها يمكن أن تُستخدم في صنع المادة الرئيسية اللازمة لقنبلة نووية.
قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان إن "إيران ليس لديها أي حاجة يعتد بها تخصيب اليورانيوم، المرتبط بشكل مباشر بتطوير الأسلحة النووية".
أضاف: "على إيران أن تكف عن التصعيد النووي وتعود للمفاوضات التي ترمي للامتثال الكامل للاتفاق النووي".
طهران تتهم واشنطن بعرقلة الاتفاق
قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في وقت سابق إن بلاده لن تقبل مواقف واشنطن "العنيدة" في المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، مضيفاً أن الولايات المتحدة لم تقدم أي ضمانات بعدم تخليها عن الاتفاق مرة أخرى.
نقل التلفزيون الرسمي عن خامنئي قوله: "أمريكا تتعامل بشكل خبيث وبلا مروءة، وهي لا تترفع أبداً عن نقض تعهداتها والتزاماتها كما فعلت بالخروج من الاتفاق النووي".
أضاف أن الولايات المتحدة انتهكت الاتفاق مرة بخروجها منه دون أن تدفع ثمناً لذلك، وأنها تقول الآن بكل وضوح إنه لا يمكنها تقديم ضمانات بعدم تكرار ذلك.
بينما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن إدارة الرئيس جو بايدن "كانت مخلصة وراسخة في اتباع مسار دبلوماسية جادة لتحقيق عودة متبادلة للامتثال" للاتفاق.
فيما عُلقت الجولة السادسة من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن يوم 20 يونيو/حزيران الماضي بعد يومين من انتخاب إبراهيم رئيسي، أحد غلاة المحافظين، رئيساً لإيران. ولم تعلن الأطراف المشاركة في المحادثات بعد متى ستُستأنف الجولة التالية.
مِثل خامنئي، أيد رئيسي العودة للاتفاق النووي لكن مسؤولين قالوا إن حكومته ربما تنتهج سياسة متشددة. وخامنئي هو صاحب القول الفصل في أمور الدولة بما فيها السياسة النووية، وليس الرئيس.
عقوبات صارمة تُقلق إيران
العقوبات الصارمة التي أعاد ترامب فرضها على إيران في 2018 دفعتها إلى تجاوز القيود التي فرضها الاتفاق، لكنها قالت إن بإمكانها العدول عن هذه الخطوات إذا رفعت واشنطن العقوبات.
فيما يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن للعودة للاتفاق وتوسعة نطاقه في نهاية الأمر على نحو يضع مزيداً من القيود على أنشطة إيران النووية والصاروخية والإقليمية.
بينما رفض خامنئي مرة أخرى إضافة أي عناصر جديدة للاتفاق. وقال إنه خلال المحادثات النووية التي جرت في الفترة الأخيرة "تمسكت أمريكا بقوة بمواقفها العنيدة ولم تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام".
مضى قائلاً: "الأمريكيون يقولون بأفواههم إنهم سيرفعون الحظر عن إيران، ولكنهم لم ولن يفعلوا، بل إنهم يشترطون إضافة عبارة إلى الاتفاق تتيح لهم لاحقاً إثارة بعض المواضيع، واستخدام هذه العبارة كحجة لتدخلهم لاحقاً في أصل الاتفاق النووي وطرح قضايا أخرى كقضية الصواريخ والقضايا الإقليمية، وعندما ترفض إيران البحث في هذه المواضيع سيقولون إنها نقضت تعهداتها وإن الاتفاق ملغى".