كشفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، الثلاثاء 17 أغسطس/آب 2021، أن قواتها المتمركزة في مطار كابول ستكون قادرة على نقل "نحو 9 آلاف شخص خارج أفغانستان يومياً"، لافتة إلى أن طائرات عسكرية وأخرى مدنية تقلع من مطار كابول وتهبط فيه.
جاء ذلك في إفادة صحفية لمتحدث الوزارة، جون كيربي، أعلن خلالها أن واشنطن كانت تخطط لإجلاء رعاياها وعدد من الأفغان غير المشاركين في عمليات قتالية، منذ مايو/أيار الماضي.
حيث قال كيربي: "يتوقع البنتاغون أن يصل العدد الإجمالي للقوات الأمريكية المنتشرة في كابول قريباً إلى 6 آلاف، ما يسمح بإجلاء من 5 إلى 9 آلاف شخص يومياً من أفغانستان بمجرد اكتمال العمليات وتشغيلها".
في حين شدّد كيربي على أن نشر المزيد من القوات الأمريكية على الأرض سيكون السبيل لمنع أي مظاهر للفوضى.
كما تابع: "خططنا لكل حالة طوارئ تقريباً هنا في البنتاغون، لكن كما تقول الحكمة العسكرية القديمة، لا توجد خطة يمكن الاعتماد عليها من أول احتكاك على الأرض، لذلك من الواضح أنه علينا التكيف مع الأوضاع الحالية".
إرسال كتيبة جديدة
كان كيربي قد أعلن، الإثنين 16 أغسطس/آب 2021، أن وزير الدفاع لويد أوستن أجاز إرسال كتيبة جديدة لتأمين مطار كابول، ليرتفع عدد القوات التي تتولى تأمين عملية الإجلاء إلى نحو 6 آلاف جندي.
من جهته، أكد الميجر جنرال وليام تيلور، من هيئة الأركان المشتركة، أن أكثر من أربعة آلاف جندي أمريكي سيصلون بحلول نهاية يوم الثلاثاء، وأنه لم يحدث أي اشتباك مع حركة طالبان.
تيلور أشار إلى أن الهدف هو إقلاع طائرة من كابول كل ساعة.
في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أعلنت واشنطن إرسال 3 آلاف جندي إلى أفغانستان للإشراف على إجلاء الرعايا الأمريكيين وعدد من الأفغان المتعاونين مع الولايات المتحدة.
إلا أن واشنطن قررت زيادة عدد القوات مع اندلاع فوضى عارمة في كابول الأحد الماضي، ومحاولات عدة من الأفغان للهروب عبر طائرات الجيش الأمريكي خارج البلاد.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، كان قد أعلن، السبت، أن ألف جندي أمريكي إضافي سينضمون إلى نحو 4 آلاف جندي موجودين بالفعل في أفغانستان للمساعدة في الانسحاب المتزايد للقوات الأمريكية.
سيطرة طالبان
كانت "طالبان" قد أعلنت، الأحد 15 أغسطس/آب الجاري، سيطرتها على العاصمة كابول، وعواصم ولايات لغمان وميدان وردك وباميان وخوست وكابيسا وننغرهار ودايكندي في البلاد.
بذلك، باتت 31 عاصمة (مركز) ولاية أفغانية من أصل 34 في قبضة "طالبان"، بعد سيطرتها الأحد على عواصم 7 ولايات.
في حين أفادت مصادر محلية، الأحد، بمغادرة الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد، ونقلت وكالة رويترز عمن وصفته بالمسؤول الكبير في وزارة الداخلية الأفغانية أنَّ غني غادر إلى طاجيكستان.
من جهته، قال مكتب الرئيس الأفغاني لوكالة رويترز، إنه لا يمكنهم الإفصاح عن أي شيء بخصوص تحركات غني، لأسباب أمنية.
يُذكر أن "طالبان" كانت قد تمكنت قبل أقل من 3 أسابيع على سحب الولايات المتحدة آخر قواتها، من السيطرة على جزء كبير من شمال أفغانستان وغربها وجنوبها.
نتيجة لذلك، استولت "طالبان" على كل أفغانستان تقريباً فيما يزيد قليلاً على أسبوع، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى ما يقرب من 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد صرّح، قبل أيام، بأنه غير نادم على قراره مواصلة الانسحاب، منوهاً إلى أن واشنطن أنفقت أكثر من تريليون دولار وفقدت آلاف الجنود خلال 20 عاماً، ودعا الجيش والزعماء الأفغان إلى التصدي للتحدي.
يشار إلى أنه منذ مايو/أيار الماضي، تصاعد العنف في أفغانستان، مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان"، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.
فيما تعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.