كلفت وزارة الدفاع الأمريكية ألف جندي إضافي بمساعدة المواطنين الأمريكيين والأفغان الذين عملوا معهم الراغبين في إجلائهم من كابول بعد أن سيطرت عليها قوات حركة طالبان الأحد 16 أغسطس/آب 2021، في حين شهد المطار تدافعاً شديداً وفوضى، بعدما وصله الآلاف من الأفغانيين الراغبين في إيجاد ملاذ آمن وتأمين فرصة لمغادرة البلاد.
بيان مشترك لوزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين عقب دخول حركة طالبان العاصمة الأفغانية، الأحد، أكد أن الولايات المتحدة ستوسع على مدار الساعات 48 المقبلة "وجودها العسكري في المطار ومحيطه إلى قرابة ستة آلاف جندي".
وأشار البيان إلى أن "مهمة هذه القوات تنصب فقط على تسهيل جهود الإخلاء ومراقبة المجال الجوي".
وذكر البيان أن العمل جار لتأمين مطار حامد كرزاي الدولي في كابول "لتمكين العاملين الأمريكيين وعاملي الحلفاء من مغادرة أفغانستان بأمان في رحلات مدنية وعسكرية".
من جانبه، قال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت متأخر الأحد، إن جميع موظفي السفارة الأمريكية في كابول قد نُقلوا بأمان إلى مطار حامد كرزاي الدولي.
وأوضح المتحدث في بيان أن الجيش الأمريكي يؤمّن محيط المطار.
وأضاف أن الولايات المتحدة "ستنقل آلاف المواطنين الأمريكيين وغيرهم خارج البلاد"، وأنها "ستعجل إجلاء آلاف الأفغان المؤهلين لتأشيرات الهجرة الخاصة في الولايات المتحدة".
* "أسرع كثيراً مما توقعنا"
وعلى عكس تقييم مخابراتي أمريكي أشار إلى إمكانية صمود كابول 30 يوماً على الأقل، فإن الحركة سيطرت على معظم المدن الكبرى خلال أقل من أسبوع ودخلت العاصمة، الأحد، دون قتال.
بحسب وكالة رويترز، فقد بقي في السفارة الأمريكية نحو 4200 شخص حتى الخميس، عندما أجبرت مكاسب طالبان السريعة إدارة الرئيس جو بايدن على بدء إرسال آلاف الجنود للمساعدة في سحب الدبلوماسيين الباقين.
وفي ذلك الوقت أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن سفارتها لن تغلق أبوابها، لكن بحلول الأحد قالت مصادر لرويترز إن معظم العاملين الأمريكيين سيتم إجلاؤهم من كابول يوم الإثنين أو خلال اليومين المقبلين.
وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يبحثون ما إذا كانت هناك حاجة لمزيد من القوات للمساعدة في عمليات الإجلاء.
قلق على حياة الدبلوماسيين
وتحدث سكان عن إطلاق نار متقطع في منطقة مطار كابول، نقطة الإجلاء الرئيسية من أفغانستان، فيما قالت السفارة الأمريكية في إنذار أمني: "ترِد تقارير عن إطلاق نار عند المطار، لذا نوجه الرعايا الأمريكيين إلى الاحتماء داخل المكان".
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية لرويترز، في وقت متأخر الأحد، إن كل موظفي السفارة الأمريكية تقريباً قد نقلوا إلى منشأة بالمطار وإنه جرى تنكيس العلم الأمريكي بمجمع السفارة.
وقالت مصادر لرويترز إنه من المتوقع إجلاء معظم العاملين الأمريكيين من كابول خلال يوم أو اثنين.
تدافع في مطار كابول
رواد مواقع التواصل الاجتماعي في أفغانستان تداولوا مجموعة من الصور والمقاطع من مطار حميد كرزاي في العاصمة الأفغانية كابول، وثقت حالة الفوضى التي سادت المطار، حيث توجه الآلاف من الأشخاص إلى المطار مباشرة بعد ساعات قليلة من إعلان حركة طالبان سيطرتها على العاصمة، وذلك في محاولة من أجل الهرب إلى وجهة أخرى.
حسب ما رصده شهود عيان في مطار حميد كرزاي، فإن الآلاف اقتحموا المطار وتوجهوا صوب الطائرات المصطفة في المطار بهدف الرحيل إلى بلد آخر، كما عمد المئات إلى اقتحام وتخريب البوابات الرئيسية للمطار.
فينا قال مسؤول أمريكي إن قوات أمريكية أطلقت النار في الهواء بمطار كابول الإثنين 16 أغسطس/آب 2021 لمنع مئات المدنيين من الوصول إلى مدرج الطائرات بعد حالة الفوضى، وقالت مصادر إعلامية إن قتلى وقعوا.
ويسود الخوف والترقب بين شبان وشابات في أفغانستان بعد أن سيطرت الحركة على البلاد، وذلك على الرغم من رسائل الطمأنة التي أرسلتها للشعب الأفغاني.
تقدم مفاجئ
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لقناة سي.إن.إن التلفزيونية الإخبارية إنه في عهد أربع إدارات أمريكية استثمرت واشنطن مليارات الدولارات في القوات الحكومية الأفغانية مما أعطاها أفضلية على طالبان، لكنها لم تستطع الدفاع عن البلاد في وجه تقدم مقاتلي الحركة.
وأضاف "حدث ذلك أسرع كثيراً مما توقعنا".
وقال بلينكن إن المهمة الأساسية للولايات المتحدة في أفغانستان، التي انطلقت للقضاء على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، تمت بالفعل، مشيراً إلى أن واشنطن منعت المزيد من الهجمات التي كان من الممكن أن يشنها متشددون تؤويهم طالبان.
لكن بايدن واجه انتقادات متنامية في الداخل بعد أن قرر التمسك بخطة الانسحاب التي وضعها في الأساس سلفه دونالد ترامب.
إمارة أفغانستان الإسلامية
من جهتها، كشفت حركة "طالبان" أنها ستعلن قريباً "إمارة أفغانستان الإسلامية" من القصر الرئاسي في العاصمة كابول، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
فقد استولت طالبان على كل أفغانستان تقريباً فيما يزيد قليلاً عن أسبوع، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى ما يقرب من 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
من جهته، أقرّ الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي فرّ إلى خارج أفغانستان، مساء الأحد، بأنّ "حركة طالبان انتصرت"، في حين أظهرت مشاهد تلفزيونيّة مقاتلين من الحركة وهم يحتفلون بـ"النصر" من القصر الرئاسي في كابول.
ومنذ مايو/أيار الماضي، بدأت طالبان بتوسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.