قال موقع Axios الأمريكي الإثنين 16 أغسطس/آب 2021، إن القيادة الأمنية في واشنطن رفعت بشكل عاجل "قوة التهديدات" التي من الممكن أن تواجهها أمريكا ومصالحها من متوسط إلى مرتفع، وذلك بعد سيطرة حركة طالبان السريع على أفغانستان، مخالفة كل توقعات التقارير الاستخبارية الأمريكية.
مصادر كشفت للموقع الأمريكي أنَّ رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، مارك ميلي، أبلغ أعضاء مجلس الشيوخ، في مكالمة هاتفية الأحد، 13 أغسطس/آب، أنَّ التقييم السابق لخطر مدى سرعة إعادة تشكيل جماعات مسلحة قد تتخذ من أفغانساتان قاعدة لها لمهاجمة مصالح أمريكية سيرتفع.
في المكالمة الهاتفية التي جمعت كبار مسؤولي بايدن وأعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين، سأل السيناتور ليندسي غراهام وزير الدفاع لويد أوستن وميلي عمّا إذا كانا، في ضوء الأحداث الأخيرة، سيراجعان تقييماً قُدِّم للكونغرس في يونيو/حزيران الماضي صنّف خطر إعادة تشكيل ما وصفها "الجماعات الإرهابية" في أفغانستان في غضون عامين عند "متوسط".
رئيس هيئة الأركان المشتركة أجاب من جانبه بـ"نعم".
مسؤولو بايدن الثلاثة، الذين أجروا المكالمة، هم وزير الخارجية أنتوني بلينكين- الذي أُوكِل بالفعل لمواجهة استجوابات صعبة في البرامج التلفزيونية يوم الأحد 13 أغسطس/آب- إلى جانب وزير الدفاع لويد أوستن وكذلك ميلي.
ضغوط لإخلاء سريع
من جانبهم، ضغط أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين على ميلي وأوستن بشأن جهود إجلاء الأفراد الأمريكيين والآلاف من الأفغان الذين ساعدوا الأمريكيين، والذين يجاهدون للهروب لإنقاذ حياتهم من انتقام طالبان.
فيما أشار أحد المصادر إلى أن "الحقيقة المحزنة" أنه لا توجد وسيلة لإجلاء أكثر من 20 ألف أفغاني يريدون الهروب من البلاد بحلول 31 أغسطس/آب.
وأضاف المصدر أنَّ الكثير منهم ليسوا في كابول، والسؤال هنا: "إذا لم يكونوا في كابول حالياً، فكيف يمكن الوصول إليهم؟".
صدمة في إدارة بايدن
وصُدِم الرئيس جو بايدن وكبار المسؤولين الأمريكيين الآخرين، من وتيرة سيطرة حركة طالبان شبه الكاملة على أفغانستان.
فبحسب صحيفة The Independent البريطانية، فإن سرعة انهيار الحكومة الأفغانية والفوضى التي أعقبتها شكَّلت أخطر اختبار لبايدن، شاغل منصب القائد الأعلى، وجعلته موضع انتقادات شديدة من الجمهوريين الذين قالوا إنه فشل.
بحلول يوم الأحد، أقرت شخصيات بارزة في الإدارة بأنها فوجئت بالسرعة المطلقة لانهيار قوات الأمن الأفغانية، وصار التحدي الذي يفرضه ذلك واضحاً، بعدما دفعت تقارير عن إطلاق نار عشوائي في مطار كابول الأمريكيين إلى الاحتماء، بينما ينتظرون الرحلات الجوية إلى بر الأمان بعد إخلاء السفارة الأمريكية تماماً.
صحيفة WSJ الأمريكية من جهتها، قالت إن مسؤولين في إدارة بايدن أعربوا سراً وعلناً عن دهشتهم من السرعة التي تقدمت بها طالبان في أفغانستان، فيما نفى مسؤول أمريكي الفكرة القائلة بأن إخفاقات أجهزة الاستخبارات وحدها هي المسؤولة عن الانهيار السريع للحكومة الأفغانية، قائلاً إن عدداً من العوامل ساهم في هذه الحسابات الخاطئة، مثل سرعة انسحاب إدارة بايدن ورحيل الشركات العسكرية أيضاً.
انتصار طالبان
أقرّ الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي فرّ إلى خارج أفغانستان، مساء الأحد، بأنّ "حركة طالبان انتصرت"، في حين أظهرت مشاهد تلفزيونيّة مقاتلين من الحركة وهم يحتفلون بـ"النصر" من القصر الرئاسي في كابول.
من جهته، أعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، عبر تويتر، أن "وحدات عسكرية من إمارة أفغانستان الإسلامية دخلت مدينة كابول لضمان الأمن فيها".
وكشفت حركة "طالبان" أنها ستعلن قريباً "إمارة أفغانستان الإسلامية" من القصر الرئاسي في العاصمة كابول، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
طالبان استولت على كل أفغانستان تقريباً فيما يزيد قليلاً عن أسبوع، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى ما يقرب من 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
ومنذ مايو/أيار الماضي، بدأت طالبان توسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.