أثار انفجار صهريج الوقود في عكار شمال لبنان ليلة الأحد 15 أغسطس/آب 2021، الذي خلف أكثر من 20 قتيلاً وعشرات الإصابات، حالة استياء شعبية، حيث بادر عدد من الأهالي بإحراق شاحنات تعود لصاحب مستودع المحروقات.
إذ قالت وسائل إعلام لبنانية إن حالة غضب تسود بلدة التليل في عكار، وقام عدد من الأهالي بإحراق الشاحنات الموجودة في مستودع الرمل والبحص، حيث وقع انفجار خزّان المحروقات كردّة فعل على الكارثة.
كما أشارت إلى أن "الأهالي قاموا أيضاً بإحراق شاحنة قرب منزل صاحب الخزّان، مهدّدين بإحراق منزله".
من جانبه، ضرب الجيش اللبناني طوقاً أمنياً حول محيط موقع الانفجار، ولا تزال عمليات المسح مستمرّة من قِبل الجيش والصليب الأحمر اللبناني، بحثاً عن ضحايا ومفقودين محتملين.
كما أعلن الجيش إيقاف ابن صاحب الأرض التي وقع فيها انفجار خزان المحروقات، فيما لم يكشف عن تفاصيل أخرى.
أما رئيس بلدية التليل جوزيف منصور فقد قال في تصريحات صحفية إن المستودع الذي شهد الانفجار يحوي مستلزمات بناء ومالكه غير موجود في البلدة"، مدعياً أن "خزان البنزين الموجود في المستودع يعود لشخص من وادي خالد وهو موقوف منذ 4 أشهر".
وأضاف منصور: "كان يوجد في المستودع 18 ألف لتر من البنزين"، مشيراً إلى أن "انفجار خزان المحروقات سببه اشتعال قداحة من قبل أحد الأشخاص".
كارثة جديدة في عكار
وأعلن الصليب الأحمر اللبناني في الساعات الأولى من صباح الأحد 15 أغسطس/آب 2021، أن 20 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب آخرون في انفجار صهريج وقود بمنطقة عكار في شمال لبنان، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمة وقود حادة.
الصليب الأحمر قال في تغريدة عبر تويتر إن 79 فرداً على الأقل أصيبوا ونقلوا إلى مستشفيات محلية، مستنجداً بالمواطنين للتبرع بالدم.
وذكر الصليب الأحمر أن فرقه تباشر البحث بموقع الانفجار، ونشر صورة على تويتر لعدد من الناس حول حفرة كبيرة.
وفيما لم يتسن الوصول إلى الصليب الأحمر للحصول على مزيد من التفاصيل، فإن شهود عيان قالوا إن قرابة 200 فرد كانوا بالموقع لحظة وقوع الانفجار.
في وقت لاحق صباح الأحد أعلن وزير الصحة اللبناني أن 22 قتيلاً وأكثر من 79 جريحاً سقطوا بانفجار خزان محروقات عكار.
من جانبها، قالت وكالة الأنباء اللبنانية إن ظروف وملابسات وقوع الانفجار لا تزال غير واضحة، بانتظار نتائج التحقيقات والاستماع إلى إفادات المصابين الذين تجمع أغلبيتهم حول الخزان لتعبئة البنزين من المستودع.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد تُظهر الانفجار واحتراق عدد من الجثث.
أزمة الوقود في لبنان
ويعاني البلد منذ أسابيع نقصاً في المحروقات، ينعكس سلباً على قدرة المرافق العامة والمؤسسات الخاصة وحتى المستشفيات على تقديم خدماتها.
وأعلن الجيش، أمس السبت، أنه باشر "عمليات دهم محطات الوقود ومصادرة الكميات المخزنة من مادة البنزين".
ونشر الجيش على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً يَظهر فيها جنودٌ يوزعون بأنفسهم البنزين على السيارات في محطات وقود.
وكان الجيش أكد في بيان له أن وحداته "ستُصادر كل كميات البنزين التي يتمّ ضبطها مخزّنة في هذه المحطات، على أن يُصار إلى توزيعها مباشرة على المواطن دون بدل".
ويشهد لبنان أزمة اقتصادية حادة صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850.