رئيس الوزراء الكندي يعلن استقبال 20 ألف لاجئ أفغاني.. عبَّر عن قلقه البالغ إزاء “محنة أفغانستان”

عربي بوست
تم النشر: 2021/08/15 الساعة 19:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/08/15 الساعة 19:15 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو / رويترز

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الأحد 15 أغسطس/آب 2021، أن بلاده ستستقبل 20 ألف لاجئ أفغاني، في مقدمتهم أفراد الدعم الأفغاني وعائلاتهم الذين كانوا يعملون لصالح كندا في أفغانستان، مُعبّراً عن شعوره بالقلق تجاه ما وصفها بـ"محنة الشعب الأفغاني اليوم".

حيث أكد ترودو، في تصريح للصحفيين، أن كندا ستواصل دعم الشعب الأفغاني، وأن إجراءات نقل 20 ألف لاجئ أفغاني إلى بلاده مستمرة في منطقة آمنة بالعاصمة كابول، منوهاً إلى أن كندا تتعاون في هذا الخصوص مع الولايات المتحدة الأمريكية وباقي "الدول الحليفة" (لم يسمها).

ترودو أضاف: "نشعر بقلق بالغ وحزن إزاء محنة الشعب الأفغاني اليوم، إلا أننا سنواصل العمل مع الحلفاء والمجتمع الدولي لضمان عدم إهدار الجهود المبذولة لدعم الشعب الأفغاني".

فيما أدان رئيس الوزراء الكندي العنف الحاصل في أفغانستان.

كانت السلطات الكندية قد أكدت أن من بين اللاجئين الأفغان الذين ستستقبلهم، نساء، وعاملين في الحكومة الأفغانية، ومدافعين عن حقوق الإنسان، وأقليات مضطهدة، وصحافيين، وغيرهم ممّن يواجهون تهديدات من حركة طالبان التي باتت تسيطر على ربوع البلاد.

كندا تعلق عملياتها الدبلوماسية

في وقت سابق من يوم الأحد، قال وزير الخارجية الكندي، مارك جارنو، في بيان، إن بلاده ستعلق مؤقتاً عملياتها الدبلوماسية في العاصمة الأفغانية كابول.

كما تابع جارنو: "الوضع في أفغانستان يتطور بسرعة، ويشكل تحديات خطيرة لقدرتنا على ضمان أمن وسلامة بعثتنا"، لافتاً إلى أن الكنديين هناك "في طريقهم حالياً للعودة إلى كندا بأمان".

هروب أشرف غني

كانت مصادر محلية قد أفادت، في وقت سابق من يوم الأحد، بمغادرة الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد، ونقلت وكالة رويترز عما وصفته بالمسؤول الكبير بوزارة الداخلية الأفغانية أن غني غادر إلى طاجيكستان.

في حين قال مكتب الرئيس الأفغاني لوكالة رويترز إنهم لا يمكنهم الإفصاح عن أي شيء بخصوص تحركات غني لأسباب أمنية.

دخول العاصمة

من جهته، أعلن المتحدث باسم حركة طالبان الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، الأحد، أن الحركة أمرت مقاتليها بدخول كابول؛ لمنع عمليات النهب بعد أن غادرت الشرطة المحلية مواقعها.

حيث أكد ذبيح الله أن عناصر حركته بدأت بالسيطرة على كابول ومبانيها الحكومية، مؤكداً أن الحركة ترغب في بسط سيطرتها على العاصمة بشكل سلمي، وأنها لا تستخدم القوة لتحقيق هذا الهدف.

فيما أشار إلى أن عناصر الحركة سيتولون فرض الأمن في العاصمة لمنع وقوع أي حالات نهب وسرقة، مشدّداً على أن طالبان لن تسمح باقتحام منازل المدنيين.

سيطرة طالبان

كانت "طالبان" قد أعلنت، في وقت سابق من يوم الأحد، سيطرتها على عواصم ولايات لغمان وميدان وردك وباميان وخوست وكابيسا وننغرهار ودايكندي في البلاد.

بذلك، باتت 31 عاصمة (مركز) ولاية أفغانية من أصل 34 في قبضة "طالبان"، بعد سيطرتها اليوم على عواصم 7 ولايات.

فقد قال المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، في سلسلة تغريدات على "تويتر"، إن "مقاتلي الحركة سيطروا خلال عمليات الفتح على مدن مهترلام مركز لغمان، وميدان شهر مركز ميدان وردك، وباميان مركز باميان، وخوست مركز ولاية خوست، ومحمود راقي مركز ولاية كابيسا، وجلال أباد مركز ننغرهار، ونيلي مركز ولاية دايكندي".

كما أوضح ذبيح الله أن الحركة سيطرت على مكاتب حكام الولايات ومقرات الشرطة والسجون وجميع المرافق الحكومية في مراكز الولايات.

يُذكر أن "طالبان" كانت قد تمكنت، قبل أقل من 3 أسابيع على سحب الولايات المتحدة آخر قواتها، من السيطرة على جزء كبير من شمال أفغانستان وغربها وجنوبها.

نتيجة لذلك، استولت "طالبان" على كل أفغانستان تقريبا فيما يزيد قليلاً عن أسبوع، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى ما يقرب من 20 عاماً، لبناء قوات الأمن الأفغانية.

كان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد صرّح، قبل أيام، بأنه غير نادم على قراره مواصلة الانسحاب، منوهاً إلى أن واشنطن أنفقت أكثر من تريليون دولار وفقدت آلاف الجنود خلال 20 عاماً، ودعا الجيش والزعماء الأفغان إلى التصدي للتحدي.

يشار إلى أنه منذ مايو/أيار الماضي، تصاعد العنف في أفغانستان، مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان"، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.

فيما تعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.​​​​​​

تحميل المزيد