كشفت وكالة أسوشييتد برس، في تقرير نشرته السبت 14 أغسطس/آب 2021، نقلاً عن أحد أقرباء مبرمجَين صينيَّين سُجنا بعد أرشفة مقالات إخبارية محذوفة حول التفشي الأول لفيروس كورونا، أن السلطات ستطلق سراحهما بعد وضعهما أكثر من عام خلف القضبان.
حيث قال تشين كون، شقيق تشين، إن الرجلين، تشين مي وكاي وي، من المقرر إطلاق سراحهما يوم الأحد 15 أغسطس/آب 2021، بعدما اعتُقلا في أبريل/نيسان من العام الماضي.
حكم بالحبس
أضاف أن محكمة الشعب في وينيوهي أصدرت، الجمعة، حكماً بسجنهما عاماً وثلاثة أشهر، على أن يتم تطبيق الحكم بأثر رجعي، بتهمة "إثارة الخلافات وإثارة المشاكل". وغالباً ما تُستخدم التهمة المبهمة الشاملة في القضايا السياسية.
كما قال تشين كون، في مقابلة هاتفية، السبت: "أشعر بسعادة غامرة بعد أن سمعت الأخبار. كانت الأفكار تدور برأسي طوال العام الماضي، كيف سأتصرف حيال هذا الموقف؟".
في المقابل فقد أسس الشابان أرشيفاً أطلقا عليه اسم "تيرمينوس2049″، حيث احتفظا بمئات المقالات التي تم حذفها من الإنترنت الصيني. كما أسسا منتدى يمكن فيه للأفراد مناقشة القضايا الحساسة، وضمن ذلك الاحتجاجات المناهضة للحكومة في هونغ كونغ والحزب الشيوعي الحاكم.
أرشفة المقالات
من ناحية أخرى قال أصدقاء وأفراد من عائلة المبرمجَين إن ما لفت انتباه السلطات، على الأرجح، هو أرشفتهما للمقالات التي تُظهر استجابة الصين المبكرة للوباء بعد التفشي الأوَّلي في مدينة ووهان بوسط البلاد.
كما قال تشين إن الاثنين لا يعتزمان استئناف الحكم.
تأتي إجراءات الصين التصعيدية التي تستهدف منع نشر أي أخبار تخص أصل فيروس كورونا، في الوقت الذي طالبت فيه الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بالتحقيق للوصول إلى منشأ الفيروس، لكن بكين رفضت.
إذ سبق أن اجتمع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مع مدير منظمة الصحة العالمية نهاية يوليو/تموز 2021، وأكد دعم الولايات المتحدة لخطط المنظمة لإجراء دراسات إضافية لمعرفة أصل كوفيد-19، وضمن ذلك في الصين. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، إن بلينكن التقى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مدينة الكويت، وناقشا خطط إجراء مزيد من الدراسة حول أصل الوباء.
أدلة كافية
من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس، في بيان، إنه "شدد على ضرورة أن تتم المرحلة المقبلة في وقت مناسب، وأن تعتمد على أدلة، وأن تكون شفافة، ويقودها خبراء، ولا يشوبها تدخُّل".
كانت منظمة الصحة العالمية قد دعت في وقت سابق من هذا الشهر، جميع الدول إلى العمل معاً للتحقيق في أصل فيروس كورونا. ورفضت الصين خططاً لإجراء مزيد من الفحوصات على المعامل والأسواق في أراضيها.
في حين تم تسجيل أول إصابة بشرية بـ"كوفيد-19″ في مدينة ووهان بوسط الصين في ديسمبر/كانون الأول 2019. ورفضت الصين مراراً النظريات القائلة بأن الفيروس تسرب من أحد مختبراتها.