قال الجيش اللبناني، السبت 14 أغسطس/آب 2021، إنه سيبدأ حملة مداهمات واسعة لمحطات الوقود للكشف عن مخزونها من المحروقات، بينما تتصاعد حدة الاحتجاجات بسبب رفع الدعم عن الوقود واختفائه من الأسواق.
فقد أدى تضاؤل إمدادات الوقود لانزلاق لبنان في انقطاع متواصل للتيار الكهربائي وطوابير طويلة للحصول على البنزين والخبز، مع اضطرار مخابز ومستشفيات كثيرة للإغلاق، وأغلق متظاهرون غاضبون من عدم تحرك الحكومة الطرق في جميع أنحاء البلاد.
احتجاجات على اختفاء الوقود
قال الجيش اللبناني في بيان عبر صفحته الرسمية على "تويتر" إن "وحدات الجيش ستباشر عمليات دهم محطات تعبئة الوقود المقفلة، وستصادر كل كميات البنزين التي يتم ضبطها مخزنة في هذه المحطات، على أن يصار إلى توزيعها مباشرة على المواطن دون بدل".
بينما كان موقع "النشرة" اللبناني أفاد بأن شباباً من بلدة الصرفند جنوب العاصمة بيروت قطعوا الأوتوستراد باتجاه جنوب لبنان، وصادروا صهريجين محمَّلين بمادة المازوت.
كما شهدت عدة بلدات لبنانية، السبت، احتجاجات شعبية حاشدة، تنديداً بقرار المصرف المركزي رفع الدعم عن المحروقات.
وفق وكالة الأنباء الرسمية قطع عشرات المحتجين طريق الأوتوستراد في قرية شكا (شمال)، بالقرب من إحدى محطات الوقود، احتجاجاً على إغلاقها وعدم السماح بتعبئة خزانات السيارات.
فيما افترش عشرات السائقين الأرض لقطع طريق رئيسي في منطقة ذوق مصبح (شرق)، وأوتوستراد أنطلياس وبولفار ميرنا الشالوحي (شرق)، احتجاجاً على امتناع محطات الوقود عن تعبئة سياراتهم.
جنوباً، قطع محتجون أوتوستراد الدامور بالشاحنات، إضافة إلى عدة طرق في مدينة صيدا، تنديداً بتدهور الأوضاع العامة في البلاد.
كما قام مجهولون بإطلاق النيران على عدد من السيارات المتراصة أمام محطة للوقود في منطقة البازورية (جنوب)، ما أدى إلى إصابة عدد منها (لم تحدده)، حسب المصدر ذاته.
اختلافات السياسيين تعمّق الأزمة
رفض رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب، الجمعة 13 أغسطس/آب، دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد استثنائياً لمعالجة أزمة المحروقات.
في وقت سابق الجمعة، دعا رئيس البلاد ميشال عون، مجلس الوزراء إلى الانعقاد استثنائياً، لمعالجة أسباب أزمة المحروقات، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.
ذكر عون أن "حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لا يزال مصراً على موقفه برفع الدعم، رغم القوانين والقرارات التي تمكّنه من العودة عن قراره"، دون تحديد موعد للجلسة.
فيما قال حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، السبت، إن البنك مستعد لاستخدام الاحتياطي الإلزامي لتمويل استيراد الوقود إذا صدر التشريع اللازم، مضيفاً أن هذا يمكن أن يحدث سريعاً.
ذكر سلامة في مقابلة أذيعت السبت أن الاحتياطي الإلزامي لدى مصرف لبنان المركزي يبلغ 14 مليار دولار. وأشار إلى أن تشكيل حكومة جديدة ببرنامج إصلاحي يمثل سبيلاً آخر لحل الأزمة في لبنان، الذي يعاني نقصاً شديداً في الوقود.