حذّر خبراء وناشطون من أن إصرار دول العالم الغنية على إعطاء شعوبها جرعة ثالثة من لقاح كورونا سيكون حتماً على حساب الشعوب الفقيرة، التي لم تتمكن حكوماتها من توفير الجرعات الأولى والثانية حتى الآن، وقد يؤدي في المحصلة لارتفاع كبير في عدد الوفيات بفيروس كورونا على مستوى العالم.
صحيفة The Guardian البريطانية نقلت السبت 14 أغسطس/آب 2021، تحذيرات عدد من الخبراء، على رأسهم رئيس مجموعة التلقيح في جامعة أكسفورد.
إذ قال السير أندرو بولارد والرئيس التنفيذي لتحالف اللقاح سيث بيركلي إن الكثيرين حول العالم سيموتون بكورونا، في حال قرّر زعماء الغرب "التخلّي عن مسؤوليتهم تجاه بقية البشرية"، وتفضيل إعطاء جرعات اللقاح التعزيزية الثالثة لشعوبهم.
كما أكد الخبيران على أن الحالة الصحية من الناحيتين العامة والعلمية فيما يتعلّق بتقديم الجرعات التعزيزية على نطاقٍ واسع ليست مثبتةً بعد.
أردف الخبيران: "سيموت المزيد والمزيد من الناس، لأنّهم لم تتسنَّ لهم فرصة الحصول على جرعةٍ واحدة في وقت حصول الملايين على جرعةٍ تعزيزية ثالثة من دون حجةٍ علمية قوية".
كما أشار الخبيران إلى أنه "كان بالإمكان إنقاذ الغالبية العظمى ممن ماتوا بسبب كوفيد العام الجاري لو تمت إدارة عملية توزيع اللقاح بالشكل الصحيح. ومن مصلحتنا الشخصية جميعاً أن يتم تطعيم جميع الفئات الأكثر عرضة للخطر في كل مكان، لأنّ ذلك سيُقلل خطر ظهور تحوّرات جديدة، كما سيخفف الضغط على الأنظمة الصحية، إلى جانب فتح السفر، وإنعاش الاقتصاد العالمي، وزيادة النفوذ الدولي للساسة المستعدين لتولّي هذا الموقف الريادي أخلاقياً".
الدول الغنية ترفض
من جانبه، قال وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد، إنّ الخطط قد وُضعت لتقديم جرعات ثالثة من لقاح كوفيد لمن تجاوزت أعمارهم الـ50 عاماً، وذلك في نفس وقت حصولهم على لقاح الإنفلونزا.
كما تخطط ألمانيا وفرنسا وإسرائيل لتقديم جرعات تعزيزية لكبار السن من المواطنين، أو بدأت في ذلك بالفعل، رغم اختلاف معايير استحقاق الجرعة الثالثة من بلدٍ لآخر.
ويأتي هذا رغم تصريحات منظمة الصحة العالمية بأنّ تأجيل الجرعات التعزيزية حتى أواخر سبتمبر/أيلول سوف يساعد في تخفيف عدم المساواة الكبيرة في توزيع اللقاحات بين الدول الغنية والفقيرة، بينما قالت الولايات المتحدة صراحةً إنّها لن تستجيب لدعوة منظمة الصحة العالمية، واصفةً التصريحات بأنّها "خيارٌ خاطئ".