كشف مصدر بالجيش السوداني، الجمعة 13 أغسطس/آب 2021، عن إسقاط "طائرة تجسس إثيوبية بدون طيار اخترقت المجال الجوي" لبلاده على الحدود بمنطقة الفشقة (شرق) التي تشهد منذ فترة نزاعاً واضحاً بين الخرطوم وأديس أبابا.
حيث قال المصدر، الذي فضَّل عدم ذكر اسمه، في حديث مع وكالة الأناضول، إن "الجيش أسقط طائرة تجسس إثيوبية بدون طيار اخترقت المجال الجوي السوداني على الحدود بمنطقة الفشقة"، مؤكداً أن "الجيش السوداني يسيطر على منطقة الفشقة بالكامل".
بينما لم يصدر تعقيب رسمي من السلطات السودانية ولا الإثيوبية على الحادثة، حتى الساعة الـ14:35 ت.غ.
في السياق، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لضباط وجنود سودانيين، يتحلَّقون حول طائرة التجسس الإثيوبية وهي مرتطمة بالأرض.
يشار إلى أنه في 11 أغسطس/آب الجاري، أعلن رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، مقتل 84 جندياً في عملية استعادة أراضي الفشقة من إثيوبيا.
منذ نحو 26 عاماً، تستولي عصابات إثيوبية على أراضي مزارعين سودانيين في منطقة "الفشقة"، بعد طردهم منها بقوة السلاح.
السودان يستدعي سفيره لدى إثيوبيا
في السياق، أعلنت وزارة الخارجية السودانية، الأحد 8 أغسطس/آب 2021، استدعاء سفيرها لدى إثيوبيا جمال الشيخ للتشاور؛ احتجاجاً على تصريحات "مسؤولين إثيوبيين كبار" قالت إنهم يرفضون عرضاً للوساطة تقدمت به الخرطوم من أجل المساعدة في إنهاء الصراع الدائر بإقليم تيغراي المضطرب، فضلاً عن الاتهامات بلعب السودان دوراً في هذا النزاع.
حيث قالت الخارجية، في بيان، إن "الإيحاء بلعب السودان دوراً في النزاع (بتيغراي)، وادعاء الاحتلال، استمرار لما درجت عليه إثيوبيا من تجاوز الحقائق في علاقتها بالسودان، وترويج مزاعم لا تملك لها سنداً، ولا تقوم إلا على أطماع دوائر في الحكومة الإثيوبية لا تتورع عن الفعل الضار لتحقيقها".
وزارة الخارجية السودانية أشارت إلى أنها رصدت "التصريحات التي صدرت مؤخراً عن مسؤولين إثيوبيين كبار برفض مساعدة السودان في إنهاء النزاع الدموي المحتدم بإقليم تيغراي، بدواعي عدم حياده واحتلاله لأراضٍ إثيوبية".
بينما لم يرد متحدثون باسم وزارة الخارجية الإثيوبية أو رئيس الوزراء الإثيوبي على طلبات للتعقيب على استدعاء السودان لسفيره.
لكن بيلين سيوم، المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإثيوبي، نفت قبل أيام، إمكانية توسط السودان في الصراع بمنطقة تيغراي، واصفةً العلاقة مع الخرطوم بأنها "صعبة بعض الشيء". وقالت إن الثقة يجب أن تكون أساس أي وساطة، لكنها "تقوّضت" خاصة بعد "توغل الجيش السوداني في الأراضي الإثيوبية".
كانت العلاقات بين الخرطوم وأديس أبابا قد توترت بسبب الخلافات على منطقة الفشقة، وهي أرض خصبة يسكنها مزارعون إثيوبيون يقول السودان إنها تقع على جانبه من الحدود التي تم ترسيمها في بداية القرن العشرين وهو ما ترفضه إثيوبيا.
يأتي هذا التوتر الحدودي في وقت تحاول فيه إثيوبيا والسودان ومصر أيضاً حل نزاع ثلاثي حول سد النهضة الإثيوبي.
جدير بالذكر أن الخرطوم أعلنت في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي سيطرة الجيش على أراضي بلاده بالكامل في منطقة "الفشقة" التي تشهد منذ فترةٍ توترات من وقت لآخر.