جددت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان رسمي، الجمعة 13 أغسطس/آب 2021، دعوتها المواطنين الفرنسيين إلى مغادرة أفغانستان في أسرع وقت ممكن.
في حين جاءت الدعوة رداً على سؤال مكتوب عما إذا كانت فرنسا تخطط لإخلاء سفارتها وإجلاء مواطنيها من أفغانستان.
يأتي ذلك في الوقت الذي سيطرت فيه حركة طالبان، الجمعة، على مركز ولايات "هلمند" (جنوب) و"غور" و"بادغيس" غربي أفغانستان، ليرتفع بذلك عدد مراكز الولايات التي تسيطر عليها إلى 15.
انسحاب القوات الحكومية
حيث ذكر رئيس مجلس شورى ولاية بادغيس، عبدالعزيز بيك، في تصريح صحفي، أن طالبان وسَّعت هجومها على مدينة "قلعة نو" (مركز الولاية) صباح الخميس. وأضاف أن الحركة سيطرت على المدينة صباح الجمعة، عقب انسحاب القوات الحكومية إلى معسكر قريب.
كما أوضح أن طالبان سيطرت على المدينة كاملةً باستثناء معسكر واحد وقد اقتربت الحركة من العاصمة كابل.
بدورها، ذكرت البرلمانية الأفغانية عن ولاية غور، فاطمة كوهيستاني، أن طالبان وسَّعت هجومها على مدينة فیروز کوه (مركز الولاية) مساء الخميس. وأضافت أن الحركة سيطرت على المدينة صباح الجمعة، عقب انسحاب القوات الحكومية دون اشتباك.
كما سيطرت طالبان على مدينة "لشكركاه" التي تحظى بأهمية استراتيجية باعتبارها كبرى مدن أفغانستان. وذكر النائب عن ولاية هلمند، ميرفيس خدم، أن طالبان سيطرت على مدينة لشكركاه (عاصمة الولاية) عقب هجوم استمر 20 يوماً. وأضاف أن القوات الحكومية اضطرت للانسحاب من المدينة ليلة أمس.
السيطرة على قندهار
تجدر الإشارة إلى أن طالبان سيطرت، مساء الخميس، على مدينة قندهار ثاني أكبر مدن البلاد، كما سيطرت على مدينة هرات عاصمة ولاية تحمل الاسم نفسه، وثالث أكبر مدينة في البلاد، ومدينة غزني، عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه جنوب شرقي البلاد.
جدير بالذكر أنه منذ مايو/أيار 2021، تصاعد العنف في أفغانستان، مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان"، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/آب 2021.
في المقابل تعاني أفغانستان حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنَّى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.
استئناف محادثات السلام
يتزامن ذلك مع دعوة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى ضرورة استئناف محادثات السلام في أفغانستان.
جاء ذلك في تصريحات للصحفيين، الجمعة، بمنطقة روستوف الروسية. قال فيها لافروف إنه يتعين مشاركة كافة المكونات السياسية، والإثنية، والدينية في أفغانستان بمحادثات السلام.
أضاف: "نؤيد المسارات التي يقبلها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ولسوء الحظ، تباطأت هذه المسارات، ولم تشارك الحكومة الأفغانية في استئناف المفاوضات منذ عامين، في ظل هذا الوضع للأسف قررت طالبان حل الوضع في البلاد بالوسائل العسكرية".
كذلك تابع: "ينبغي استئناف مسار المفاوضات بشأن قضية أفغانستان، نحن قلقون من أن يمتد الوضع في أفغانستان إلى منطقة آسيا الوسطى وأراضي حلفائنا بمنظمة معاهدة الأمن الجماعي".
لافروف في الوقت نفسه أشار إلى أنهم يحافظون على اتصالاتهم مع جميع القوى بأفغانستان، وقال: "نرى أن تشكيل توافق في المجتمع الأفغاني ليس بالأمر السهل".