قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، الجمعة 13 أغسطس/آب 2021، في بيان صادر عنه، إنه لن يتم الاعتراف بحركة طالبان من قِبل المجتمع الدولي إذا استولت على أفغانستان بالقوة.
جاء ذلك في بيان، ذكر فيه ستولتنبرغ أن الدول الأعضاء في حلف "الناتو" التقوا لتقييم التطورات في أفغانستان. وأضاف: "هدفنا هو دعم الحكومة الأفغانية وقوات الأمن قدر الإمكان، سلامة أفرادنا أمر بالغ الأهمية، سيستمر وجودنا الدبلوماسي في (العاصمة) كابول".
قلق الناتو العميق
كما أعرب ستولتنبرغ عن قلقه العميق إزاء المستويات المرتفعة للعنف الناجم عن هجمات "طالبان"، فضلاً عن مختلف انتهاكات حقوق الإنسان. وتابع: "يجب على طالبان أن تدرك أنه لن يتم الاعتراف بها من قِبل المجتمع الدولي إذا استولت على البلاد بالقوة، مصممون على دعم حل سياسي".
يأتي إعلان الناتو عن تقييمه للوضع بأفغانستان، في الوقت نفسه الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة، الجمعة، أنها "تقوم بتقييم الوضع الأمني في (العاصمة الأفغانية) كابول ساعة بساعة" ،ولديها خطط طوارئ مجهزة للتعامل مع أسوأ السيناريوهات.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المتحدث الرسمي باسم الأمين العام ستيفان دوغاريك، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك. وقال المتحدث: "لا يوجد أي إجلاء لموظفينا من أفغانستان، نقوم بتقييم الوضع الأمني في كابول ومناطق أخرى ساعة بساعة، ولدينا خطط طوارئ مجهزة لأسوأ السيناريوهات، ومستمرون في توزيع المساعدات التي نقوم بها".
المتحدث أضاف أيضاً: "كمثال على ما يتم فعله للمدنيين على الأرض، يصل العديد من الأشخاص إلى كابول والمدن الكبيرة الأخرى؛ في محاولة للبحث عن الأمان لأنفسهم وعائلاتهم، وتحقق المجتمع الإنساني من وجود 10350 نازحاً وصلوا إلى كابول بين 1 يوليو/تموز و12 أغسطس/آب".
كما أوضح دوغاريك أن "النساء والأطفال يشكلون نحو 80% من نحو ربع مليون أفغاني أُجبروا على الفرار منذ مايو/أيار الماضي".
في حين تابع: "معظم النازحين إما يستأجرون أماكن إقامة وإما يستضيفهم الأصدقاء أو العائلات، لكن للأسف هناك عدد متزايد يقيمون في العراء، واعتباراً من أمس، قدَّمنا جنباً إلى جنب مع شركائنا، الغذاء والصحة والمستلزمات المنزلية والمياه والصرف الصحي لنحو 6900 من الرجال والنساء والأطفال الذين نزحوا في كابول".
كذلك زاد: "في ولاية كونار شرقي أفغانستان، نزح منذ 25 يوليو/تموز، عشرات الآلاف من الأشخاص بسبب الصراع المتصاعد، وحتى الآن، تم تحديد نحو 14 ألف نازح داخلياً من كونار لتلقي المساعدة".
سحب موظفي سويسرا
تطورات الأحداث في أفغانستان ألقت بظلالها كذلك على وضع الموظفين السويسريين في البلد الذي تضرب جنباته الحرب، فقد قالت الحكومة السويسرية يوم الجمعة، إنها ستسحب الموظفين السويسريين المتبقين من مكتبها للتعاون في أفغانستان، بسبب تدهور الوضع الأمني هناك.
في حين لم يتبقَّ بمكتب التعاون سوى ثلاثة موظفين سويسريين فقط بعد تقليص عدد الموظفين هناك في وقت سابق. وقالت نائبة وزير الخارجية، ليفيا ليو، بمؤتمر صحفي في بيرن: "سيغادرون كابول أيضاً في أسرع وقت ممكن".
أضافت ليو أن بإمكان الموظفين المحليين الراغبين في المغادرة التقدم بطلب للحصول على تأشيرات إنسانية سويسرية. ويشرف مكتب التعاون على برامج المساعدات التنموية والإنسانية.
ألمانيا في الطريق نفسه
كذلك أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الجمعة، تخفيض عدد موظفي سفارة بلاده في العاصمة الأفغانية كابول؛ "نظراً إلى سوء الأوضاع الأمنية". ولفت ماس في تصريحات صحفية، إلى أن بلاده ستعمل على خفض عدد الدبلوماسيين في سفارتها بالعاصمة كابول إلى الحد الأدنى، في إطار التدابير الأمنية.
كما أوضح أنهم يعملون على ترتيب إجراءات عودة الكادر الدبلوماسي بالسفارة، إضافة إلى الموظفين المحليين من أفغانستان، في أقرب وقت ممكن. وحث ماس المواطنين الألمان على مغادرة أفغانستان على الفور؛ نظراً إلى سوء الأوضاع الأمنية.
وصول قوات أمريكية
في السياق ذاته كشفت وسائل إعلام أمريكية، الجمعة، عن وصول قوات لبلادها إلى أفغانستان، من أجل بدء عمليات إجلاء رعايا الولايات المتحدة وموظفي سفارة واشنطن لدى كابل.
حيث ذكرت قناة "الحرة" (رسمية) أنه تم رصد "وصول الدفعة الأولى من القوات الأمريكية إلى مطار كابل".
كانت وزارة الدفاع "البنتاغون" أعلنت، الخميس، اعتزامها إرسال 3 آلاف جندي إلى مطار كابول؛ لتسهيل عمليات إجلاء الأمريكيين من أفغانستان، إضافة إلى تسيير الرحلات الجوية اللازمة لإجلاء المواطنين الأفغان الذين يخشون على مصيرهم لعملهم مع الأمريكيين.
في السياق، قالت الوزارة إنه تم نقل 4500 جندي أمريكي إلى قطر، و5 آلاف إلى الكويت، ليتولوا مهمة تسريع إصدار التأشيرات للأفغان الذين عملوا مترجمين، وغير ذلك من الوظائف التي كانت مرتبطة بجيش الولايات المتحدة ودبلوماسييها في أفغانستان طوال السنوات الماضية.
كما حثت سفارة واشنطن في كابول، الخميس، جميع رعاياها على المغادرة فوراً، إثر توسع حركة طالبان في الاستيلاء على عدد من الولايات الأفغانية والمراكز الحيوية.
يُذكر أن أفغانستان تعاني حرباً منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان؛ لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.
يشار إلى أن "طالبان" سيطرت على مراكز 18 ولاية أفغانية، خلال الأيام الثمانية الأخيرة.