قال بول غريفيث، الرئيس التنفيذي لمطار دبي الدولي، الأربعاء 11 أغسطس/آب، إن المطار، الأكثر ازدحاماً في العالم، شهد حركة نقلٍ أقل بنسبة 40% في النصف الأول من عام 2021، مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو التراجع الذي يرجع إلى ظهور مزيد من الطفرات المُعدية لفيروس كورونا في العديد من البلدان، ومواصلة الإضرار بصناعة الطيران العالمية.
وفق تقرير لوكالة The Associated Press الأمريكية، الخميس 12 أغسطس/آب 2021، فإنه على الرغم من هذه الوضعية، فإن الرئيس التنفيذي لايزال متفائلاً بشأن نقطة العبور الحاسمة بين الشرق والغرب؛ مع إعادة السلطات تدريجياً فتح طرق دبي الرئيسة المؤدية إلى شبه القارة الهندية وبريطانيا.
تراجع كبير
قال غريفيث لوكالة The Associated Press، إنَّ عدد 10.6 مليون مسافر مروا عبر المطار خلال الأشهر الستة الماضية، "مايزال إيجابياً للغاية. أعتقد أنه بالاقتران مع تخفيف القيود الذي نراه الآن، يبشر هذا بخير كبير ونهاية مُرضية لهذا العام".
مطار دبي، الذي كان يتعامل مع ضغط 86.4 مليون راكب قبل اندلاع الجائحة في عام 2019، أي إنه فقط أكثر من 70 مليون راكب، ظفر بلقب أكثر المطارات ازدحاماً في العالم منذ أن تغلَّب على هيثرو في لندن قبل 7 سنوات.
كما ظل محتفظاً بالصدارة رغم الفيروس الذي حوَّل أكبر مطارات العالم إلى فراغات ضخمة. لكن صالات المطار التي كانت مزدحمة في يوم من الأيام، لايزال أمامها طريق طويل لتقطعه قبل رؤية مستويات الركاب تعود لعهد ما قبل الوباء.
فقد تلقت الآمال التي عززتها حملة التطعيم السريعة في الإمارات ضربةً قوية مع ظهور متحور "دلتا"؛ مما أدى إلى إغلاق مألوف للحدود وخفض السعة، وألحق الضرر بالمطار العملاق، الذي يعد محورياً لشركة "طيران الإمارات" التي تسيّر رحلات طويلة المسافات.
تطورات الوضع ما زالت مقلقة
على الرغم من أنَّ الإمارات العربية المتحدة رفعت مؤخراً الحظر على دخول القادمين من الهند وباكستان ونيبال وسريلانكا، وهي الدول موطن معظم القوى العاملة الأجنبية الضخمة فيها، فإنَّ متطلبات التطعيم الصارمة لاتزال تمنع كثيرين من الصعود على متن الرحلات الجوية في الدولة.
يقول غريفيث: "جميع أسواق جنوب آسيا هذه مُهمة بدرجة لا تصدَّق لدبي، إنها فرصة عبور مهمة للغاية، بالطبع؛ نظراً إلى مرور الناس المتوجهين إلى جميع أنحاء شمال أوروبا. ومن المهم جداً أن نستعيد تدفقات حركة المرور هذه".
كما لفت غريفيث إلى أنَّ هناك أسباباً لتوقع حدوث انتعاشة. فقد عادت إحدى المحطتين الرئيسيتين بالمطار، اللتين توقفتا عن العمل وسط الوباء، للتشغيل في الشهر الماضي، استعداداً لتدفق المصطافين الهاربين من الطقس الشتوي، وحضور معرض إكسبو العالمي في أكتوبر/تشرين الأول.
إضافة إلى ذلك، عقب شهور من الإحباط والارتباك، أزالت المملكة المتحدة في الأسبوع الماضي، الإمارات من "القائمة الحمراء" التي تأمر جميع المسافرين بالبقاء في الحجر الصحي لمدة 10 أيام بفنادق مُكلِّفة ومُعتمَدة من الحكومة. أثارت الترقية إلى "العنبر" تنهيدة قوية من الارتياح بالنسبة لنحو 120 ألف مغترب بريطاني. وقد تصدَّرت لندن مدن المقصد لمطار دبي في عام 2020، مع 1.15 مليون عميل.
ورفض غريفيث تحديد رقم لحجم الأضرار المالية، لكنه قال إنَّ "فقدان حركة المرور (إلى المملكة المتحدة) كان له تأثير كبير للغاية في اقتصاد كلا البلدين".
ومع ذلك، أردف الرئيس التنفيذي لمطار دبي الدولي قائلاً: "ليس لديَّ شك… نحن نستعد لتوقع زيادة هائلة في حجم الركاب".