قالت Haaretz الإسرائيلية، الثلاثاء 10 أغسطس/آب 2021، إن هجوماً إلكترونياً منظماً، نشأ على الأرجح في الصين، استهدف عشرات المنظمات الحكومية والخاصة الإسرائيلية وبلداناً أخرى كإيران والإمارات والسعودية وأوكرانيا وأوزبكستان وتايلاند، وفقاً لبيانٍ صدر يوم الإثنين 9 أغسطس/آب عن شركة الأمن السيبراني الدولية "فاير آي" FireEye.
وأشارت صحف إسرائيلية إلى أن هذا الهجوم يعد أول حالة موثقة لهجوم إلكتروني صيني واسع النطاق على إسرائيل، وقد كانت الهجمة جزءاً من حملة أوسع نطاقاً استهدفت عدداً من البلدان، وقد أوضحت شركة "فاير آي" أنها راقبت العملية لمدة عامين.
وبحسب تقرير الشركة، فإن الأهداف الإسرائيلية شملت هيئات حكومية، وكذلك مؤسسات خاصة تعمل في مجالات الشحن والتكنولوجيا الفائقة والاتصالات والدفاع العسكري والأكاديمية وتكنولوجيا المعلومات.
وخلصت الشركة، من خلال تحليل أدوات القرصنة المستخدمة ومقارنتها بهجمات مماثلة وقعت في الماضي، إلى أن أجهزة الاستخبارات الصينية ووزارة أمن الدولة التابعة لها كانت وراء الهجوم.
وبحسب ما أعلنه بيان الشركة، فإن الهجوم شنته الاستخبارات الصينية على مدى عامي 2019 و2020، واستهدف عشرات من المنظمات الإسرائيلية الحكومية والخاصة، التي شملت مؤسسات عسكرية، وكان الهدف من ورائه سرقة معلومات تتعلق بقطاع التكنولوجيا وأنظمة ذكاء الأعمال وتخزين البيانات، كما استغل القراصنة ثغرة في الخوادم الإسرائيلية ليتمكنوا من سرقة بيانات ورسائل بريد إلكتروني ومئات الوثائق.
استهدف الهجوم شركات تكنولوجيا المعلومات على نحو خاص، لأن اختراقها يتيح للقراصنة الوصول إلى عديد من الشركات الأخرى، فيما يُعرف باختراق سلاسل التوريد.
ساناز يشار، التي قادت تحقيق شركة "فاير آي" فيما يتعلق بالأهداف الإسرائيلية، قالت إن أحد العوامل المحتملة لشن هذه الهجمة هو مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، مشيرةً إلى أن هذه المبادرة "مرتبطة بمشروعات بنية تحتية ضخمة تشارك فيها الصين إلى جانب عديد من الدول، منها إسرائيل، وتشمل موانئ وسككاً حديدية".
وأضافت ساناز أن "ثمة أهدافاً بارزة أخرى قد يكون للصين مصلحة في استهدافها في إسرائيل، مثل قطاع التكنولوجيا"، فهناك كثير من الشركات الإسرائيلية التي تعمل في نفس المجالات التي تقع في صميم المصالح الصينية، إضافة إلى أن عملها مرتبط بخطط الصين الخمسية.
وأوضحت ساناز أنه "ليس بالضرورة أن يكون الهدف سرقة تكنولوجيا تخضع للملكية الفكرية، إذ يُحتمل أنهم كانوا يبحثون بالفعل عن معلومات تجارية. كما أن وجهة النظر الصينية تعتبر أنه من المشروع مهاجمة أي شركة في أثناء التفاوض معها، كي يستطيعوا تقييم الصفقة تقييماً صحيحاً".
والمقصود أن "الصينيين عندما يشاركون في أعمال تجارية، فإنها لا يدخلون إلى الصفقات وأعينهم مغمضة. إنهم يفحصون العروض الأخرى ورسائل البريد الإلكتروني الخاصة بأعضاء مجالس إدارة الشركات المناظرة والمراسلات بين الناس وما هي دواخل الأمور ومن أبرز الأشخاص المسؤولين".
كما أشارت ساناز إلى أن الصينين مهتمون على الأرجح بالمعلومات والبيانات الخاصة بمجالات الأمن السيبراني والطاقة المتجددة والتقنيات الزراعية وشبكة اتصالات الجيل الخامس.