أثار شريط فيديو صوره جندي جزائري، محاصر وسط الحرائق المهولة التي اندلعت في غابات وجبال ولاية تيزي وزو، الثلاثاء 10 أغسطس/آب 2021، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وهزَّ قلوب ومشاعر الجزائريين الذين ودعوا أكثر من 40 شخصاً قضوا في هذه الحرائق.
فقد نشر جندي من العناصر التي تم بعثها من أجل إخماد النيران، بثاً مباشراً على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وهو يستغيث أثناء التصدي لحرائق وأعمدة الدخان الكثيفة المتصاعدة.
كما وجه الجندي في الشريط نفسه، رسالة وداع مؤثرة إلى كل اقربائه وعائلته، مؤكداً أن عدداً من زملائه قد لقوا حتفهم، وصور زملاء آخرين يحاولون الخروج من الغابات والفرار بأرواحهم.
وتظهر على الجندي المذكور علامات التعب والإعياء، ويبدو أنه لم يحصل وزملاؤه على ما يكفي من الماء، كما أنه يتحدث وهو يواجه صعوبات في التنفس.
وقد انتشر هذا الشريط بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر وخارجها، وانقسم المغردون بين متعاطف، ومنتقد للسلطات الجزائرية بسبب عدم توفير الحماية اللازمة لجنودها.
ارتفاع حصيلة القتلى وللجنود نصيب الأسد
فقد ارتفعت حصيلة وفيات الحرائق في الجزائر، حتى مساء الثلاثاء، إلى 42 شخصاً، بينهم 25 عسكرياً و17 مواطناً، وسط حديث رسمي عن وجود "أياد إجرامية" وراء اندلاعها.
ومنذ أيام تشهد عدة ولايات جزائرية اندلاع حرائق مهولة وزاد من حدتها موجة حر شديد ورياح جنوبية حارة وقوية.
في وقت سابق من اليوم، قال رئيس الوزراء الجزائري، أيمن بن عبدالرحمن، للتلفزيون الحكومي إن "عدد الضحايا بلغ 17 شهيداً مدنياً على مستوى ولايتي سطيف وتيزي وزو (شرق) و25 عسكرياً فقدناهم وهم يؤدون واجبهم في إسعاف وإنقاذ المواطنين".
كما أكد أن "الأيادي الإجرامية ليست ببعيدة عن الحرائق، بالنظر لأماكن اندلاعها التي كانت مختارة بصفة دقيقة"، دون اتهام أحد.
يعتبر هذا ثاني تأكيد حكومي بخصوص وجود شبهة جنائية؛ إذ اعتبر وزير الداخلية كمال بلجود الحرائق "أعمالاً إجرامية تخريبية"، وفق تصريحات صحفية الثلاثاء.
وكانت إدارة الحماية (الدفاع) المدنية بالجزائر، قالت في بيان الثلاثاء، إنها رصدت 36 حريقاً في 18 محافظة، وأسفر ذلك عن وفاة 6 في ولاية "تيزي وزو" (شرق) وواحدة في مدينة سطيف (شرق).
إذ أشار أيمن بن عبدالرحمن، إلى أن حكومته باشرت اتصالات مع شركاء أوروبيين لم (يحددهم) لتأجير طائرات متخصصة في إخماد الحرائق.
يذكر أنه في وقت سابق مساء الثلاثاء، أعلن الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، في تغريدة، مصرع 25 عسكرياً خلال إنقاذهم 100 شخص جراء حرائق شرقي البلاد.
فيما أكدت وزارة الدفاع الجزائرية، في بيان، مساء الثلاثاء، استمرارها في مواجهة "حتى إخمادها بشكل نهائي".